سر الغموض
الحياة ليست كلها حرب و لا كلها حب كذلك، هناك من يتضايق من الأسئلة وهناك من يتضايق من الإجابات.وهناك أيضًا من ينزعج من كل شيء، من الأسئلة والإجابات في الوقت ذاته لكن هناك من لا يحتاج إلى إجابات لأنه يعرف كل الأسئلة و يسأل في كل الأحوال فلا داعي للقلق، لأن كل سؤال له إجابته.
على أي حال أي شخص يقلق من الإجابات المحتملة أسئلة دائمًا ؛ ومن ينزعج من الأسئلة ممكن أن يجيب أو لا يجيب. أنا من الصنف الأول لا أحب الأسئلة وقد أكون نجحت على الأقل في تغيير أشياء صغيرة إلى الأجمل وهكذا أنا الآن مواظب على التصرف في الأعمال بين الحقيقة والخيال يشبه ذلك البرنامج الجميل كانت تقدمه حسناء جميلة بكلمات ولغة فيها لحن نبرة صوت مميزة كتلك عند أمودو، بعض الأصوات حقيقة تبقى عالقة في ذهننا إلى الأبد.
كمذاق لايزال في فمنا جميل كلما تذكرنا شيئا مميزا أكلناه و كأن به سحر ! سواء كانت جميلة أو بكم التفاح يا بائع التفاح، هذا التفاح جميل سيدتي ليس للبيع.
جاءت في بالي قصة الحاكم الذي كان يحكم شعبا أحمقا كانت قراراته لا تطبق فعلم أن السبب هو الماء الذي يشربه عامة الناس هو سبب حمقهم و ليس القرارات فطلب المشورة من أحد مستشاريه الذي نصحه أن الشعب لن يسمع له حتى يصبح مثلهم ! فشرب الحاكم من الماء ذاته حينها طبقت كل قراراته ! لا أدري لما قلت هذه الطريفة القديمة من حكايات زمان الآن ربما لأقول أن للجاه والسلطان والحكم علاقة حميمية بالناس الموجودين تحت أمره في الموقع الجغرافي ذاته ويتقاسمون الطبيعة الهواء الشمس المطر الرياح الماء والفيروسات أيضا ولو تقطع عليهم الأكسيجين سيتنفسون الصعداء ههههه، ذاكرة الشعوب ليست ضعيفة لكنها تساير التحديثات الزمنية، لأن ما يذكره التاريخ هو مسجل لمن يقرأه و يفعل نشاطات ذاكرته، إذا أردت أن تكون عندك غابة فلابد من غرس الأشجار ورعايتها ويتطلب ذلك بعض سنوات فما بالك أن يكون عندك إنسان فقط إنسان صالح وواعي ومثقف ألا يلزم لذلك آليات وجهود لسنوات أكثر مضاعفة لا تقل من سنوات رعاية الطبيعة أما وبناء الجيل وتعاقب الأجيال، كل هذا من أجل بناء إنسان، الذي يعني بناء المجتمع ليس سهلا أبدا في هذه الظروف، إسأل حاكم الشعب الأحمق كيف يحكم إن لم يكن مخبولا مثله هكذا ببساطة و فقط.
الأزمة الأعمق هي أزمة عقلية ! هي أزمة الأنا، بغض النظر عما تفعله و بغض النظر عن مدى روعة عملك والذي تقوم به، فإنهم سيستجيبون فقط بالنفي، إذا كان الناس سلبيين وكان الجو العام أكثر سلبية وحتى في وقت الأزمات. لا تعتقد أنها ستكون مختلفة، لكنها في الواقع أسوأ من ذلك لكن حين يكون الطوفان أمواج بشرية وإحتكاك يهدد المصير! أتذكر يوما ليس ببعيد أحد رؤساء من دولة الكبار زار رئيس كبير من دولة الصغار، و كان رئيس الدولة الصغيرة الغير مهمة( رغم أنها مهمة بثرواتها و غنية ) مريض في حالة شبه غيبوبة لا يقوى على الحركة وحتى على الكلام والتفكير وهو يحكم بطبيعة الحال لا أدري كيف لكن يحكم ههه ! إلتقطت لهم وسائل الإعلام صورا متلفزة صامتة عن اللقاء وهم جالسين وكأنهما يتحدثان فقط لقطة أو لقطتين تعاد عدة مرات هههه ! عند نهاية الجلسة ! أدلى الرئيس الكبير في ميكروفون الصحافة محور الزيارة و اللقاء على أنهما تباحثا طويلا و بشكل مستفيض عن مستقبل العلاقات بين البلدين بشأن مستقبل التعاون الإستراتيجي بين بلديهما وسبل الدعم الذي يمكن أن يقدمه البلد الكبير للبلد الصغير وإنشاء شركة وإمتصاص البطالة والإهتمام بالتعليم و الصحة و في النهاية شكره على حسن إستقباله و ضيافته له، و كم كان مسرورًا و هو يتباحث معه، لابأس لم يقل أن الرئيس الكبير للبلد الصغير صديقه كان من حين لآخر يحكي له بعض النكت و الطرائف ! فقط كل هذا لأقول أن ما يجري في كواليس العلاقات بين الدول و كل ما يرتبط بالسياسة لا تعرفه شعوب تلك الدول . الشعوب فقط تتبع وسائل الإعلام و ما تقوله و تطبق سياسة الدولة كيفما كان من يحكم !
في حقيقة الأمر ما الجهة التي نراها مضيئة ليس منها ينبعث النور ! الضوء هو إنعكاس من الجهة المقابلة لها ! و في حقيقة الأمر النور ينبعث من الجهة المظلمة ! و ما نراه ظلام سينجلي و يصبح جهة مضيئة، إن لم تجد الحقيقة هنا تكتشفها حتما هناك، كل شيء دائما في مكانه و لا شيء يتغير، و مجمل الحقائق في الصدف، من يعتقد جازما في توأم الروح ولم يجده هو حتما موجود لكن في المكان الدي لا يخطر على بال أو من حيث يأتيك الصدى هو كتابادل للأدوار لكن بطريقة ديالكتيكية، تأثير و تأثر، أما مظاهر الجمال لا تستثنى أي مكان و في أي زمان،الظلام هو لا يرى لكن يكتشف بالبصيرة و الحال أن الحياة إستمرارية بهذا الشكل!
أحلامنا بين الحقيقة والخيال
في الكتابة حياة هكذا هو الأمل، حياتنا بما يكتنفها من غموض أجدها مرتبة ولو عشوائية لأنها مرتبطة أساسا بالأحلام، و مدى تحقيقها، هي حلم جميل نصنعه من ورق، على موج السراب نتصفح كلماتنا المشحونة أمل ! نستلقي عليه في عناق يلجم الزمن و كثير من الحب تستكين به الأرواح في لحضات كالأبد يتوقف فيها الزمن و ينبض القلب على ارتجاف الأجسام.
هذا هو الحب المغروس في عمق بستان الحياة الهادئة والجمال فيه مصنوع من مرايا مكسرات الورود يتنفس انعكاسه طهر الأجساد، تسمع نبض القلوب الملساء المتغزلة بالروح تنعشها حتى تستكين إلى الأبد، وهل بعدها تحتاج تردد أو تذكير أو إرتداد لتحفيز العلاقة على الدوام، أبدًا ماذا فعلنا إذن ؟ لم نفعل شيئًا من كل هذا و ذاك أو ربما كلنا فعل كل ما بوسعه لكن كل ما بوسعه لم يكن كافيا، لتتغير العلاقة تدريجيا برفق و صبر ترسو معه الخواطر!
كيف و بمقدورنا أن ننسى و نجعل من الصبر محركنا، بعدها نتذكر كل شيء جميل مر بنا إلى الأبد ! مهما بلغ الإنسان من مرتبات و درجات فهو لا يزال يحلم، أحلامه أماله و تمنياته، مرتبطة بهنيهة زمن، لأن من يعي حقيقة أحلامه و تحقيقها يجدها لحظة فقط كتلك التي يحلم بها عند النوم و مهما بلغ الإنسان من العمر كذلك كل أحلامه مرتبطة بالواقع إذ لا يمكن لأي منا أن يحلم أشياء غير موجودة أصلا، كل ما نتمناه يبقى في الواقع حلم حتى يتحقق، منها ما نحققه بأنفسنا، و منها ما يكمله غيرنا أو يحققه من أجلنا و منها ما نساير غيرنا معه في تحقيقه لنسعد في ذلك كأحلام مشتركة، فتتجدد الحياة لذا الإنسان كلما حقق شيء من أحلامه، يكبر و تكبر أمانيه.
لكن من سخرية القدر أن الكثير من الأحلام تتحقق بعد فوات الأوان، أو من دون صاحبها و إن كانت أحلامًا ملكا له، تتحقق ليقال كان حلمه ! هي الأجمل في عمقها، تدل على الحب و الإصرار في تبنيها وعلى روح الإنسانية بداخل متبنيها، إذ غالبًا ما يلغي كل أحلامه أو يؤجلها إلى حين من أجل أحلام غيره التي تصير من أحلامه ليست من الإيثار في شيء بقدر ماهي حب وإيمان بالحلم نفسه وصاحبه وهي كذلك من سخرية الحياة من الإنسان إذ لا يعرف ما يمكن أن يحدث في لحظة، شهر أو عشر سنوات ؛ لأن إشكالية الزمن عند الإنسان و صراعه الدائم مع الوقت في تحقيق أحلامه تجعله يحدد أولويات الأحلام، و تراجعها مع تزايد و توالي العمر ليركز الإنسان في الأخير على تحقيق الأهم منها إلى الأبسط، و أبسطها يكون غالبا الأجمل كحلم يقظة شارلي شابلين وهو متسكع داخل بيت جميل مع فتاة أحلامه ينادي البقرة داخل الصالون فتأتيه يضع تحت ضرعها إناء تملأه حليب، تم يمد يده من النافذة ليقطف أشهى الفاكهة ! وهو في سعادة لا مثيل لها إلى أن يستيقظ على صوت و هو يصرخ عليه :أ لم تجد سوى هذا المكان لتنام فيه ؟. و لعل أعقد الأحلام ما لا نملك السيطرة عليه و هي أحلام رائعة و جميلة تأتينا في المنام، و نتمنى إن لم نستيقظ أبدا منها لجمالياتها.
هي أحلام بعيدة عن واقعنا، لكن مرتبطة به أيضا، موجودة لكن شتان في تحقيقها، الشيء الرائع فيها أنها تشعرنا أننا فعلا أحرار! الحيدة الوحيدة التي لا يملك أي شخص سلطة عليها و لا حتى نحن ! ليس لها رقيب مؤسساتي ولا من يسائلك عن حلمك، هذا الهامش من الحرية هو الوحيد الذي يجعل الإنسان مفعم بالأمل و كثيرا ما تسعده أحلامه لتجعله أكثر إيجابية و أكثر نشاطًا بغض النظر عن المحيط الإجتماعي فأحلامنا كل أحلامنا مهما كانت حتى المزعجة منها هي متنفس روحي منها تبدأ السيطرة النفسية على الذات وكذلك التحكم أوتوماتيكيا في طريقة سرعتنا داخل المنظومة الإجتماعية و كثيرا ما تدلنا على طريقة تعاملنا و رؤيتنا، كما أن في تفكيك شفراتها، و قراءتها الصحيحة عن طريق الحدس تجعلنا في كثير من الأحيان نأخذ قرارات مهمة في حياتنا ! أحلامنا إذا هي طموحاتنا وهي دليلنا أيضا..!