لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة :
- في الذكرى السنوية الحادية عشر لرحيله : تيار فضل الله والدور المطلوب اليوم
- في ذكرى رحيل العلامة (٢): إنّ في بيروت فضلُ الله
- في ذكرى رحيل العلامة (٣): إلى الروح…السيد محمد حسين فضلُ الله
هو السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، هو الممثّل لقيم الأخوّة والأدب في الإسلام. هو الذي يُثلج الصدر، يُعطي الأمل ويُعلّم الإيمان والقِيم الدينيّة والفكر المستنير والنقد البنّاء وتوحيد صفوف المذاهب الإسلامية وفقاً لنصوص علميّة ومراجع فقهيّة لا يقدر عليها إلّا القلائل من الذين وهبهم الله الحكمة والإعتدال.
هو الرجل المؤمن والمرجع الصالح والمُحبّ للحوار لأنّه يعتبره الطريق الوحيد للحقيقة، هو الذي كان يشدّ عزيمة اللبنانيّين وإرادتهم ويعتبر أنّ السنّة أخوة الشيعة والشيعة أخوة السنّة والمسيحيّين أخوة السنّة والشيعة لأنّه رجل الوحدة الوطنيّة.
هو الذي كان يدعو بشكلٍ دائمٍ إلى نبذ الأحقاد والعداوة والقطيعة تجاه بعضنا البعض، هو المرجع الكبير لكلّ المسلمين السنّة والشيعة ولكلّ اللبنانيّين، ومن يسير على دربه هو إبنه المرجع العلّامة السيد علي فضل الله أطال الله بعمره.
تأتي هذه الذكرى والوطن يفتقد حكمة السيد محمد حسين والأمّة بأمسّ الحاجة إلى مواقفه وآرائه، وفلسطين لا تزال تحت الإحتلال الصهيونيّ لكن الإنتفاضة الرمضانيّة لكل الفصائل الفلسطينيّة أعطت الأمل الكبير بحلم السيد المرجع محمد حسين فضل الله رحمه الله بأن تُعاد فلسطين لشعبها وتتحقّق الوحدة العربيّة والتكامل الإسلاميّ والمسيحيّ على أرض فلسطين، وتكون نموذجاً للوحدة العربيّة من كافة الطوائف والأديان السماويّة.
العلّامة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله هو الذي أشعل في الأمّة إرادة الحياة ضد الخوف وإرادة الحريّة في مواجهة الإستبداد والطغيان والإستكبار. هو من أطلق فينا إرادة المقاومة الشاملة مسلمين ومسيحيّين بمواجهة الإحتلال.
كلّ الإحترام لذكراه، وما أحوجنا في هذه الأيام إليه وإلى سياسته وقلمه لا سيما بعد طغيان الظلم وزوال القِيَم وجوع الشعب وموت الأطفال بسبب عدم توفّر الحليب والكهرباء وفقدان الدواء.
رحم الله السيد محمد حسين فضل الله، أسكنه فسيح جنانه ولكلّ مؤمن بالله من بعده طول البقاء.