لعن الله الوباء الخبيث، الذي حرمنا في “دار الندوة” ، كما حرم العديد من مؤسساتنا الثقافية والتربوية والاجتماعية، من الاحتفال بعيد المعلم بتكريم معلمات
ومعلمين أفنوا العمر في تربية الأجيال الجديدة .
كان عيد المعلم وتكريسه واحداً من أبرز أنشطتنا الثقافية في “دار الندوة” منذ تأسيسها قبل 32 عاماً، وقد جرى تكريم معلمين ومعلمات من كل المناطق والبيئات وعلى لسان طلابهم وقد بات بعضهم في مواقع قيادية في المجتمع…
كانت لحظات حميمة في تلك الاحتفالات التي حرمنا وباء “الكورونا” من احيائها لعامين متتالين لكن أحداً لا يستطيع ان يحرمنا من الشعور بالامتنان الكبير لمن سهر علينا، كما الام والأب ، وزودنا بزاد المعرفة وسلاحها نقتحم بهما معارج الحياة، فحضور معلمينا ومعلماتنا في ذاكرتنا ووجداننا لا يمكن ان يغيب..
وأجمل تقدير كله للمعلم والمعلمة هو أن نطلق اسم “معلم” على كل ناجح في مهنته، وكل متفوق في عمله، فالنجار المكافح هو معلم، وكذلك الحداد والخياط والسائق والعامل وصاحب المهنة الحرة وغيرهم وغيرهم نناديهم “بالمعلم” لتفوقهم، فالمعلم هو صفة تطلقها على كل متفوق مثلما هو مهنة تنير الدروب أمام الناس…
فتحية لكل معلم في الوطن والأمة والعالم…تحية لمعلمات ومعلمين احباء رحلوا..ولباقين ينتظرون وما بدلوا تبديلا..
وما من قول اجمل مما قاله الشاعر الكبير احمد شوقي ،ورددناه طول العمر:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
وقوله في القصيدة ذاتها :
أخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا
ومستشهداً بالمعلم سقراط قائلاً:
سقراط أعطى الكأس وهي منيّة
شفتي محبٍ يشتهي التقبيلا
عرضوا الحياة عليه وهي غباوة
فأبى وآثر أن يموت نبيلا