اجتماعالاحدث

كيف لنا أن نسمو بالنفس البشرية عن كل المتاهات؟ د. عز الدين حسين أبو صفية

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

كيف لنا أن نسمو بالنفس البشرية عن كل المتاهات ونحن في زخمٍ لم نرَ من قبل من تداخل التقنيات ؟

كما يُقال بأن النفس البشرية أمارة بالسوء ؛ وأنا أرى بأنها ليست كذلك ؛ وإن كانت كذلك فلذلك أسبابه فالنفس ليست طليقة مفلوتة العقال، وإنما هناك ضوابط تكبح من إنفلاتها نحو السوء وتهذب من أدائها .

وتلك الضوابط تختلف باختلاف توجهاتها ونوع الهدف الذي ستتوجه نحوه، فهناك ضوابط دينية يحكمها تعاليم الله وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهناك ضوابط موضوعية حددتها مجموعة من القوانين و القيم الإجتماعية والسلوكية والعادات والتقاليد بالإضافة للقيم التربوية والثقافية والأخلاقية، وكل ذلك يضبطه ( الضمير ) والذي بدوره يمارس مهمة الرقابة على جميع سلوكيات وتصرفات الإنسان، وهو بمثابة البوصلة التي توجه أيّ شخص وتُعدل من سلوكه للتوجه بخطواته وسلوكه أو بتفكيره نحو الصواب من خلال إرساله إشارات أو وخزات تنبيه التي إن تلاشت فإننا نعتبر بأن الضمير ميت أو أنه غائب، مما يؤدي بالشخص إلى الهلاك والضياع .

واليوم ومع تزاحمات التقنيات الحديثة وأصبحت تسيطر بشك أو بآخر على العقل البشري وتفكيره، فإنها وبلا شك أصبحت تستحوذ على الجزء الأكبر من المؤثرات في السلوك والأداء والعلاقات الإنسانية كما أنها قد أصبحت الأكثر تأثيراً على توجهات الأشخاص وعلى مشاعرهم وأحاسيسهم العاطفية وعلى علاقة البعض مع غيرهم، هذا مما أدى إلى تنمية بعض السلوكيات الخاصة بعيداً عن ضوابط الضمير والأصول التربوية التي تأثرت بكثيرٍ من سلبيات ثورة التقنيات؛ وهنا نَمت لدى الكثيرين صفات خارجة عن حدود القيم الدينية والتربوية والإجتماعية لغياب قدرة الضمير على الرقابة والتنبيه والوخز عن أيّ خطر أو سلوكٍ خاطيء قد يداهم الشخص.

وهنا نقف لنقول بأن نمو الأنانية التي نمت في تلك البيئة لا بد من محاربتها بتنمية سلوك الغيرية ؛ وإعادة مفاهيم التربية على أساس مفهوم (( بأن ليس معنى التربة أن نُعلم الناس ما لا يعلمونه ؛ وإنما التربية أن نعلمهم كيف يسلكون بطريقة غير التي يسلكونها )) .

الدكتور عزالدين أبوصفية

أديب وشاعر وباحث البلد / فلسطين المؤهل العلمي / دكتوراة

تعليق واحد

  1. يبدو أن الدكتور الكاتب لم يطلع على الاية للقرانية التي وضحت هذه الحقيقة إن النفس لامارة بالسوء مع شرط واضح الا ما رحم ربي
    ۞ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } سورة يوسف 53)
    وكان هذا تقرير للنبي يوسف يسرد ماجرى ويذكر حال النفس البشرية التي أودع الله فيها النجدين
    وعندما تسمو النفس يعقلن غرائزه أما اذا انغمزت بالغرائز واستلمت لها فانها تتسافل …لا اريد ان اكتب اكثر لانها مجرد ملاحظة ولست في معرض كتابة مقال اخر …تقبل تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى