مظلة التبعية والفقر | كتب فؤاد سمعان فريجي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
المشهد واضح ولا يحتاج إلى تفسير، استياء شعبي رافقته انتفاضة لبنانية نادرة في وجه طبقة سياسية أدخلت لبنان في المجهول السياسي والإقتصادي، حتى بلغنا الصف الأول من الدول المارقة وأصبحنا في إنحلال شبه تام!
هذه المرحلة تتطلب وعيًا وطنيًا لأنه الشوط الأخير من مرحلة السباق نحو إنقاذ فتات ما تبقى من الدولة!
وكي لا نقع في فخ المطابخ السياسية ويستخرجون لنا بدعة كالتي حصلت في العام ٢٠١٤ وتم التجديد للمرة الثالثة لمجلس نيابي امتص من ضرع الخزينة مئات ملايين الليرات والامتيازات من دون وجه حق، حتى سقطنا في حفرة العجز فيما أولئك النواب السابقين ينعموا بخيرات الشعب اللبناني بين المطارات والمشاريع التجارية وعلب الليل والتبزير!
والإنتخابات النيابية التي حصلت في أيار ٢٠١٨ وجاءت بمجلس نيابي لم يستطِع أن يقلب الطاولة لمصلحة الناس، في حوزتي أكثر من ٤٨ برنامجًا انتخابيًا لمرشحين هم اليوم نوابًا في البرلمان، هذه البرامج بقيت حبرًا تبخر في ظلمة (الجوارير) والمكاتب لم ينفذ منها حرفًا، كانت خدعة كلامية !!
هذا الشعب يعشق التخدير الذي رافقه لأجيال منذ أن باع القاتل المستبد العثماني ألقابًا ومرجعيات وزعامات، والمسلسل مستمر تحت يافطات جديدة متجددة.
هذه الموروثات السياسية المُصاب بها البلد بمرض عضال لن نشفى منها، إلا عندما نُسقط الصغير الذي جاء مكان الكبير، والكبير الذي جاء مكان الصغير.
والإدارات شاهدة على الهريان والفساد وانعدام الشفافية في كل مفاصل الدولة .
انتخابات نيابية ؟ أي انتخابات طالما نسبة الفقر تجاوزت الـ٦٠٪ يعني ان الأفواه الجائعة سيتم إطعامها من المال السياسي والمعونات التي بدأت معالمها تظهر، كافية لإخضاع هؤلاء إلى مشيئة الأحزاب وسلطات المال ومافيا السياسة الذين يطهون على نار هادئة معادلات غير مألوفة في الحياة الديمقراطية !
غدًا سيشاهد الشعب اللبناني أسماء وصور الذين يودون خوض هذا الاستحقاق، وبدأ من الآن ظهور بعض هؤلاء، ومن يدقق بالأسماء يرى العجائب، أشخاص من قعر العالم السفلي، أثرياء حرب، مرضى نفسيين تجار وطنية، زحيفي للأحزاب، كذبة من الدرجة الأولى، ممثلين على الناس، قذف بهم الزمن خلف أبواب المرجعيات فصدقوا أنفسهم، وهم لا يصلحوا أن يكونوا حراس مزابل !
إنتخابات نيابية ؟
يكون فيها صاحب الكف النظيف الذي يتبع الولاء للبنان وليس للزعيم والحزب والطائفة، مترفّع عن المال والألقاب وأن لا يجرف من ميزانيات المجلس النيابي وأموال الخزينة ليبني قصورًا ويؤسس شركات بالصفقات والسمسرات !
انا على يقين وستشهد الأيام المقبلة التي تسير باتجاه الاستحقاق، بأنه لن تتغير فاصلة واحدة من ديكور المسرح، لأن هذا الشعب الغارق في الخداع ويتنقل بين مكاتب السياسين ونصب نفسه بندقية للإيجار لا يستحق حرية الحياة، هو من زرع التبعية والاستزلام في نفسه ليبقى حارسًا وعبدًا لعشاق الفساد.
بين السياسيين الذين نهبوا البلد وجعلوا من المواطن مطية بين أيديهم، سنبقى في دائرة التخلف الفكري الذي سيدمر تاريخ وطن النجوم !