هل لا زالت الشهادة الجامعية ضرورة؟ اراء لقيادات شابة
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
هل تحقق الشهادات الجامعية طموحات الطلاب في المستقبل؟
من الأسئلة التي تطرح نفسها بين الحين والآخر في المجتمع الطلابي، هل حقا سوف نستفيد من دراستنا؟ وإلى أي مدى؟
ولكن هذه المرة، أستاذ جامعي مخضرم هو من يتساءل عن قيمة الشهادة الجامعية في حياة الطلاب المهنية والشخصية.
البروفسير ريتشارد فيدر، أستاذ الاقتصاد بجامعة أوهايو الأمريكية، يستطلع أحوال ثلاثة من طلابه السابقين، للتعرف على جدوى الشهادات الجامعية وأثرها في تشكيل حياتهم في المستقبل.
سام تشامبرلين، من أبرز الأمثلة الناجحة على الصعيد المهني حيث يعمل كرئيس للعمليات التنفيذية في مؤسسة Five Guys, burger specialists supreme والحاصل على شهادة الاقتصاد من الجامعة عام 1990
يتحدث عنه فيدر قائلا:” كان سام طالبا جيدا إلى حد ما، ولكنه كان يتمتع بمهارات قيادية عالية بين زملائه من داخل وخارج الجامعة. يمكن القول بأن مساهمة سام العلمية خلال سنواته الدراسية لم تعطي مؤشرا واحدا على نجاحه في المستقبل. ومع ذلك ، ساعدت الكلية سام في تعلم مهارات القيادة والاتصال ، ومنحته خبرته في الاقتصاد بعض الفهم لبيئة العمل فيما بعد، لكنه كان من المحتمل أن يتمكن سام من تطوير معظم تلك المهارات بنفسه تلقائيا مما يجعل حياته المهنية ناجحة دون الحاجة إلى شهادة جامعية”.
لقد كانت الجامعة بمثابة واجهة جيدة لحصول سام على وظيفته الأولى وإقامة بعض العلاقات الجيدة مما منحه دفعة للأمام في بداية مشواره المهني.
ماثيو دنهارت، المثال الثاني هنا، قال عنه فيدر:” لقد كان طالبا نابغا في الاقتصاد وتمتع أيضا بالمهارات القيادية والقدرة على إدارة حوار بناء، لقد أعجبت به لدرجة أنني قمت بمساعدته في الحصول على عمل في مركز القدرة والإنتاجية التابع للجامعة، وساعدته لاحقًا في الحصول على وظيفة مع صديقي الصحفي والكاتب أميتي شليس ، الأمر الذي أدى بدوره إلى أن يصبح رئيسًا لمؤسسة كالفن كوليدج. حيث تم ترشيحه من قبل فوربس للانضمام إلى قائمة الثلاثين التي تضم نماذج شبابية ناجحة في الثلاثينات من العمر”.
وأضاف:”مع ذلك فإنه يمكن القول بأن القليل مما تعلمه مات في الجامعة كان له دورا بارزا في نجاحه المهني. فقد اكتسب الشاب مقومات النجاح الحقيقية من والديه كالانضباط والعمل الجاد والصدق، كما تعلم خلال فترة عمله معي بعض الأشياء أيضاً مثل كيفية إدارة الوقت وآلية التعامل مع الأشخاص ذوي الطبيعة الصلبة وكيفية كتابة عبارات مؤثرة. لكن ما استفاد به مات حقيقة من مشواره الجامعي هو تعرفه إلى زوجته الحالية أندريا والتي أنجبت له ابنة رائعة”.
والنموذج الثالث هو جاكوب سالتر، والحاصل على شهادته الجامعية في مجال الهندسة المدنية، وهو المثال الذي يبدو مختلفا قليلا عن سابقيه. يقول عنه فيدر:” بالنسبة لـ جاكوب ، فقد كانت الدراسة الجامعية أمراً ضروريًا لنجاحه. لقد تعلم العديد من المفاهيم التقنية التي سمحت له ، على سبيل المثال ببناء الجسور أو تقييم فعالية مواد البناء المختلفة المستخدمة في بناء المباني أو الطرق.
وفي العادة يعترف القليل من الطلاب بفضل دراستهم الجامعية في حياتهم، أما جاكوب فقد أرجع الفضل كله في نجاحه إلى والديه.
في معظم الأحوال، تلعب طبيعة البيئة الجامعية دوراً بارزاً في صناعة الأثر في حياة الطلاب، حيث يتوقف نجاح الطلاب في حياتهم العملية على الأرجح على التأثير الفعال لسنوات الدراسة الجامعية عليهم. فإلى جانب المناهج الدراسية نفسها، يوجد التفاعل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والأنشطة الطلابية المختلفة والفعاليات وغيرها من العوامل التي تؤثر في شخصية الطلاب ورؤيتهم للمستقبل.
والجدير بالذكر هنا أن الكيان الجامعي بما يحويه من أحداث قادر على تشكيل اتجاهات الطلاب وإكسابهم العديد من المهارات، وهذا ما يجعل الطلاب الذين يدرسون عبر الإنترنت يفتقدون لكثير من الأشياء.
قد تكون الدراسة الجامعية مجرد واجهة أو مدخل يسعى أصحاب الأعمال من خلاله على اختيار الموظفين، وقد تكون دافعا ومؤهلا للطالب لبدء حياته العملية. في جميع الأحوال لابد من إخضاع الطلاب لبعض اختبارات الذكاء ومعايير التقييم التي تساعد في التعرف على إمكاناتهم وقدراتهم، فالواقع أن الأبعاد الأكاديمية الغير صارمة للجامعة والتي تمس الجوانب الحياتية بصورة أكبر تسهم في تشكيل مستقبل الطلاب على نحو إيجابي.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا