ألم يحن الوقت بعد لإعادة انتاج وتصحيح المسارات في لبنان ؟؟ | كتب د. ناجي صفا
سؤال بديهي وموضوعي يوجه لحزب الله بوصفه جزءا رئيسيا من النسيج الوطني اللبناني. وباعتباره يمتلك ادوات وآليات التصحيح اكثر من سواه. وباعتباره المستهدف الرئيسي من كل ما يجري من ظلامات تطال المواطن اللبناني والوطن معا بينما المقصود هو بالذات. فهل يسجل هذه السابقة الإنقاذية فيكرس مفهوم الثورة والتغيير استجابة لرغبة وحاجات الشريحة الكبرى من الشعب اللبناني.. لم اشأ ان اوجه نداء الى سماحة السيد. فهو يعرف المعلن والمخفي مما يخطط للبنان.
بدأ ذلك منذ سنوات مع تدمير البنك اللبناني الكندي. ومن ثم بنك جمال. وحيث ما زالت مسيرة التدمير تسير بشكل منهجي حتى بلغت العيش والحياة للمواطن بلقمة عيشه وحاجاته وخدماته.
ولعل تصريح مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف عن المسارات التي تنتظر لبنان شديدة الوضوح وبالغة الدلالة فيما يتعلق بالموقف الاميركي وضغوطاته واهدافه التي طالت حتى الهبة الإنسانية الآتية من ايران والتي جرى تدميرها على الحدود العراقية السورية وسقوط عدد من الشهداء من كل من ايران والعراق وسورية.
اعتقد انه آن الاوان لان يكشف حزب الله عن سواعده السياسية ويقول كفى ويرسم مسارا انقاذيا ينتظره ويتمناه غالبية الشعب اللبناني. ومن غيره يستطيع ذلك.
لا ابرأ نجيب ميقاتي من الألاعيب والأحاييل التي يمارسها لمنع اي تفاعل ايجابي مع ايران؟؟.. لذلك هو يرى ان فتح الباب امام ايران للتعاون والمساعدة انما يقوي حزب الله وحضوره في لبنان وهو يريد تجنب هذا الواقع. هنا يقع التقاطع الميقاتي الاميركي حول ذات الرغبة وحول التكامل في الادوار الذي تعبر عنه دائما الإدارة الاميركية ويكتمه ميقاتي.
تخيلوا ان دولة تريد ان تساعد وترسل هدية “هبة” للبنان هي كناية عن كمية من المشتقات النفطية لتغذية الكهرباء ورفع الظلام عن الشعب اللبناني فيراوغ رئيس الحكومة في قبول الهبة ويمنع التواصل السياسي في سبيل التنسيق.
تلك الهبة تحمل اضافة الى مضامينها الإنسانية مضامين سياسية للدعم والمؤازرة ايضا فيرفض رئيس الحكومة ذهاب وزير الطاقة المعني الاول بالهبة بوصفه وزير الوصاية على شركة كهرباء لبنان الذهاب الى ايران للتنسيق ويرسل موظفين احدهما من شركة الكهرباء والآخر من وزارة الطاقة ليفاوضا بشأن الهبة.
لعل ذلك شجع الولايات المتحدة التي كانت صامتة عن الهبة لتعلن ان الهبة ممنوعة وتخضع للعقوبات الامر الذي اثلج قلب ميقاتي وحرره من جهة. وحرم لبنان من بضع ساعات اضافية من التغذية الكهربائية من جهة اخرى.
اظن انه آن الاوان وقد طفح الكيل بعد سلسلة ما شهده لبنان من مآس واضطرابات طالت كافة شرائح المجتمع على كافة المستويات المعيشية والإقتصادية والخدماتية. ناهيك عن المخاطر التي يتم التلويح والإيحاء بها من تفكك للدولة والوطن. اظن انه آن الاوان لأن يخرج حزب الله عن صمته ويضرب بيده على الطاولة ويقرر خطوات تحمي الوطن والمواطن معا.
لا بديل عن الإتجاه شرقا وحسم الخيارات المتأرجحة والتي يدفع ثمنها الوطن والمواطن معا. اثمانا باهظة التكاليف والمخاطر.