“أم السيّد” | كتب أكرم بزي
ليس لدي سائق، ولا سيارة، أذهب وأشتري أغراضي من الخضار وغيرها من الدكان، كأي أم…
واقع الحال، كما وصفتها هذه الإمرأة الحاجة في العام 2008، في مقابلة مع احدى القنوات المحلية…
لكنها ليست كأي أم…
إنها الحاجة أم حسن، بل أنها أم المقاومين والشرفاء من هذه الأمة من محيطها إلى خليجها…
فهذه الأم أنجبت ما قال عنه الإمام السيد علي الخامنئي: “يكفي كرامة لتلك المرحومة أن سيد المقاومة المناضل قد خرج من حجرها الطاهر. عليها رضوان الله ورحمته، وسلام الله وبركاته عليكم وعلى رفاقكم المجاهدين في جبهة المقاومة العظيمة”.
العائلة كريمة، مكان السكن، حي “شرشربوك” في منطقة برج حمود، (سابقاً)، كان السيد حسن في عمر السادسة، عندما كان يتعلق بوالده للذهاب برفقته لرؤية الإمام السيد موسى الصدر عندما يزور المنطقة، وكان يضع منديلها (العمّة السوداء) على رأسه ويقول لأخوته الأصغر اصطفوا خلفي ليؤم فيهم الصلاة…
هذه إشارات، العفة والكرامة والطهارة والصدق والإيمان والإخلاص، التي أنجبت سيداً من سادات الأحرار في هذا العالم… والذي كان يرى بعين ثاقبة وإيمان لا شك فيه، بأن وعد الله حق، وبأن من ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه.
سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم، فآمنا…
سمعنا هاتفاً، يقول: قوموا رحمكم الله… فقمنا…
أشار بأصبعه الشريفة نحو السماء وقال: حي على الفلاح، حي على خير العمل…
لا تخافوا ولا تحزنوا، إن الله معنا…
أعداؤنا أوهن من بيت العنكبوت، وإن الشيطان الأكبر أعدّ الله له ملكٌ أكبر وأعظم…
الأم التي لا حارس لها إلا الله، أنجبت قائداً برز لأعداء الله وجاهد في الله وإلى الله ومن الله… فنصره الله.
عظم الله اجوركم مولانا… مصابك مصابنا وألمك آلامنا وعزاؤك عزاؤنا…
كم أنت عظيمة بتواضعك، وكم أنت رحيمة وعفوية بابتسامتك، وكم أنت جميلة بطهارتك…
أم المقاومين والشهداء، رحمك الله ورحم الله حفيدك السيد هادي وحشركما مع من أحببتما من آل بيت الطهر والعفة مع رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وأطال الله بعمر سيدنا وحبيبنا سماحة السيد حسن نصر الله (يحفظه الله).