ازمة لبنانالاحدث
إلى ماذا ستؤدي لعبة البينغ بونغ بين حزب الله وإسرائيل ؟؟ | كتب د. ناجي صفا
إذا كانت إسرائيل الراغبة في توسعة الحرب لا تستطيع ذلك دون موافقة الولايات المتحدة.
وإذا كانت الولايات المتحدة لا تريد توسعة الحرب لإعتبارات تتعلق بوضعها الداخلي الإنتخابي واعتبارات الشعب الأميركي الذي يرفض هذه الحرب ويدينها، ونظراً للتداعيات المحتملة التي قد تنتج عنها
وإذا كان الفريق الآخر حزب الله وإيران أيضا لا يريدون توسعة هذه الحرب نظراً لإعتبارات خاصة تتعلق بخصوصية كل منهما، منها عدم موافقة قسم كبير جدا من الشعب اللبناني على هذه الحرب لما لها من نتائج لا يستطيع لبنان تحملها.
وإذا كانت إيران بدورها لا تريد توسعة هذه الحرب نظرا للأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعيشها من جهة ، ونظراً لترتيبات الرئاسة الجديدة وأخذ مواقعها في البنيان السياسي الإيراني ، فلا يبقى غير لعبة البيغ بونغ التي تمارس على مدى أحد عشر شهرا دون بلوغ نتائج سوى بعض الدمار والشهداء من خيرة شبابنا الذين سقطوا حتى الآن بلا ثمن …
منذ أحد عشر شهرا والقصف المتبادل يجري على الضفتين دون تحقيق نتائج تذكر سوى البلاغات العسكرية بعدد الشهداء وقواعد الإشتباك .
منذ أحد عشر شهرا والمواقع ذاتها تقصف بصواريخ وطائرات مسيرة ، لكن حتى الآن لم نرَ فعالية هذه الصواريخ، وماذا تفعل وما إذا كانت تصيب الأهداف وتدمرها ، أو تصطدم بالحوائط المحيطة بالمواقع أو التلال والجبال المحيطة بها بدليل أنها ما زالت تقصف هي ذاتها منذ أحد عشر شهرا وحتى الآن ، فأما آن لها أن تدمر ؟؟ . .
لماذا هذه الكلفة البشرية والمادية العالية إذا كانت هذه الصواريخ لم تؤدِ حتى الآن الى تعديل موازين القوى، وتترجم نظرية خاسر خاسر .
يقول المحللون العسكريون إن التوازن بين مستويات القصف مفقود ، وإنه بنسبة واحد إلى خمسة لصالح العدو الصهيوني ، وإن عملية ربط الحرب بغزة لم تؤتِ ثمارها ،فغزة دمرت، وشلال الدم ما زال يسيل دون حساب ، ودون إحداث تغير نوعي في ميزان القوى سوى بعض الخسائر التي يتلاقها العدو في حين أن مدنه وقراه ما زالت سليمة .
نستطيع القول أن نتنياهو قد نجح في تدمير غزة ، وفي قتل الشعب الفلسطيني، فلا نعلم إلى أي مدى يستطيع هذا الشعب الأعزل الإستمرار في المقاومة نظرا لحجم الخسائر التي تكبدها وهي خسائر لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها ، وينوء تحتها اي مجتمع نظرا لشراستها واجرامها.
المجتمع الدولي صامت وكأنه موافق على تدمير غزة وابادة الشعب الفلسطيني إستنادا إلى نظرية المفكر الصهيوني جابوتنسكي الذي تحدث عن ضرورة ان يبيد المستمعر من استعمرهم ولا يفاوضهم ، ونتنياهو هو أحد تلامذة جابوتنسكي بالوراثة عن أبيه .
في كل يوم نقول ونعلن أن المشروع الصهيوني هو إبادة الشعب الفلسطينيي وتهجيره ، وقد يكون نتنياهو نجح نسبيا بذلك، وهو الآن ينتقل الى الضفة الغربية ليمارس نفس ما مارسه في غزة ، ويهددهم بنفس المصير تطبيقا للتعاليم التلمودية بأن يهودا والسامرة هما أساس الدولة اليهودية ، ولا يبدو أن احدا قادر على فرملته عن تنفيذ هذا المشروع، لقد بدأ تنفيذه في الضفة بعد أن أنهكت غزة، ولم يتمكن احد حتى الآن من وضع ضوابط لهذا المجرم، وحليفيه سموترتش وبن غفير ، فإلى اين نحن ذاهبون ؟؟ إذا كانت الحرب الموسعة غير مطروحة ، هل إلى الإستمرار في عد الضحايا ؟؟ ، وهل كان ثمة خطأ في التقدير منذ البداية بأن هذه الحرب لن تطول وندفع هذه الأثمان الغالية ، وهل ستؤثر هذه الحرب على بنية لبنان الجغرافية والإجتماعية ، ربما نكون بحاجة إلى اجابات ممن يملكها أكثر من الحاجة إلى أسئلة أخرى .