ازمة لبنانالاحدث
إيران تأكل الحصرم واللبنانيون يضرسون ؟؟ | كتب د. ناجي صفا
نفهم أن إيران دولة كبرى، وأن لها مصالح في المنطقة
والعالم.
ونفهم أن إيران تحاول إلغاء العقوبات المفروضة عليها.
ونفهم أنها تريد استعادة الأموال المجمدة لها في الخارج لاستعادة التنمية لبلادها، وأنها تريد الحفاظ على برنامجها النووي.
ونفهم أنها تفاوض الولايات المتحدة حول كافة هذه المسائل وتقدم بعض التنازلات، وأنها تعمل على نجاح هاريس بدل ترامب الذي تخشى رعونته. ولكن لا نفهم أن تقوم بتامين مصالحها على حساب دمنا بمسايرة الولايات المتحدة التي تسعى بكل جهدها لتقزيم الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة ولا سيما دعمها للمقاومات ومنع أذية إسرائيل.
إيران ما زالت تمسك بيدنا عن الرد القاسي والعنف مراعاة لواشنطن، وتمنعنا من تعميق المواجهة مع إسرائيل باستعمال الأسلحة الفتاكة التي يمتلكها حزب الله، رغم أن إسرائيل لا توفر الحجر ولا البشر .
الوجع الذي يصيبنا بات يفوق كل تصور ، وبالتالي حياة أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية مهددة بشكل خطير وموجع، وهي ما زالت تحول دون أن يقدم حزب الله على استعمال ما في ترسانته من أسلحة متطورة توجع العدو كما يوجعنا وربما تمهد لوقف إطلاق نار نتيجة توازن الخسائر، الصواريخ الدقيقة والثقيلة.
صحيح أن إيران قصفت إسرائيل مرتين ، لكن ذلك كان من جهة قصف مدروسا لا يوجع البنية الإجتماعية الصهيونية، ومن جهة أخرى جاء القصف في المرة الأولى ردا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد عدد من القادة الضباط والدبلوماسيين، فكان الرد الإيراني بمثابة رد اعتبار لإيران .
وفي المرة الثانية كان القصف رداً على اغتيال اسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية والذي اعتبرته خرقاً للسيادة الوطنية ويهدد مكانتها المعنوية في العالم، لذا تحدث المرشد عن واجب الرد لأن هنية ضيف على إيران وأن الواجب الأخلاقي يقتضي الرد.
وهنا نسأل الأخوة في إيران الذين يحرصون على مشاعر الولايات المتحدة والاستجابة لرغبتها بمنع التصعيد، ألا يستأهل الآف الشهداء وعشرات الآف الجرحى والتدمير الممنهج الذي يقوم به العدو ، واغتيال سماحة السيد حسن نصرالله، ألا يستأهل كل هذا الرد على إسرائيل وكبح جمالها؟؟
نحن لا نطلب من إيران فتح معركة على مستوى المنطقة حرصاً على المصالح الإيرانية، ربما نتفهم ذلك، وإنما إنذار إسرائيل من خلال رسائل ساخنة بأن الإيغال بدم اللبنانيين ممنوع وسيكون له تداعيات على أمن إسرائيل.
لقد جال وزير الخارجية الإيراني على دول الخليج طالبا عدم السماح باستخدام أجواءها وقواعدها ضد إيران في حال ذهبت إسرائيل إلى توجيه ضربة لإيران .
ألم يكن من الأجدر أن يحاول وزير الخارجية الإيراني حماية لبنان ايضا كما حاول حماية إيران.
إلى متى يمكن أن تبقى يدنا مغلولة عن رفع مستوى المواجهة لحماية شعبنا، بإستخدام الأسلحة الثقيلة والنوعية والدقيقة التي يمكن أن تؤلم العدو كما نألم .
إيران ما هكذا الظن بك، انه عتب المحب الذي يتمنى لإيران كل رفعة وازدهار على أن لا يكون على حسابنا بحيث أنتم تأكلون الحصرم وأبنائنا يضرسون .