الخصخصة: صراع صاحب المال مع المحتال | بقلم د. أحمد عيّاش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
أما وقد نفذت معظم إرشادات وشروط أصحاب الأموال الآتين بأموالهم لانتشال دولة مفلسة ومنهوبة من تحرير سعر العملة الوطنية وتقريبًا رفع دعم الدولة عن مواد أساسية وصرف موظفين، بقي الأهم وهو خصخصة القطاع العام اللبناني فهل القطاع العام فعلاً ملكية عامة يعود ريعها للشعب اللبناني؟
أبدًا، فالقطاع العام تحت سيطرة زعماء وقادة ورموز مناطقية وطائفية شبيحة، يهيمنون ويسمسرون ويتاجرون عبرها وخير تلك القطاعات إن وجد حاليًا يذهب للزبانية وللكلاب المدربة حول القادة.
القطاعات العامة غير موجودة بالأصل وهي مخصخصة منذ زمن طويل من مؤسسة كهرباء لبنان إلى طيران الشرق الأوسط الى قطاع الاتصالات إلى كازينو لبنان إلى المستشفيات الحكومية وغيرها.
الخصخصة واقعة إنما إعادة تنظيمها وتوزيعها وفق شروط أصحاب الأموال لا تناسب محتالي بلادنا.
حتى الشاطىء بيع بين القادة وحتى ضفاف الأنهار وقد اختفت مشاعات أراضي المدن والريف إذ احتلتها جماهير الأحزاب الطائفية منذ زمن طويل…
أما صرف الموظفين المدحوشين في دوائر الدولة كتراكم لتنفيعات انتخابية فوجودهم كغيابهم عن الوزارات.
أين المشكلة؟
ليست الأزمة من باب حرص قادة الأحزاب والطوائف على الملكية العامة أبدًا فهم أعداءها الرأسماليين التاريخيين إنما خوفهم على رشاويهم الجَماعية لجماهير أحزابهم، ماكيناتهم الانتخابية الدائمة.
ان خصخصت كهرباء طرابلس والضاحية الجنوبية وبرج حمود وعالية وطريق الجديدة فلن يستطيع الشبيح هناك الجهر بسرقة خطوط الكهرباء لان الخاسر هناك ليست مالية الدولة بل مالية أحد تجار المنطقة من طائفته والمدعوم من تنين المافيا الأكبر.
إن خصخصت طيران الشرق الأوسط سيكون هناك عدة طيران شرق أوسط وعلى رأسها حيتان مختلفة غير قادرة على هبات تذاكر سفر كرشوات مستترة لعدم الحاجة لها وستنخفض الاسعار…
تقليص عدد الموظفين يعني عدم استفادة الكثير من شبيحة الأحزاب الذين سيصبحون عبئًا على قادتهم وربما أعداء لهم لأنهم سيبحثون عن الذي سيدفع أكثر…
مؤسف جدا وقاتل أن تجد أن من ظننتهم أعداء أمتك التاريخيين، يعملون ويشترطون المساعدة لإنقاذك من أخطبوط منظومة حزبية-طائفية، حوّلت شمسك لمصدر ظلام…
دفاعهم عن القطاع العام ليسوا لأنهم اشتراكيين واعين لاحتكار الطغاة على وسائل وادوات الإنتاج لا، بل لأن القطاع العام خاصتهم ومصدر تمويل حملاتهم الانتخابية اضافة للبلديات المنهوبة والمتعثرة والمديونة والفاشلة.
مؤسف وقاتل ان تجد من ظننتهم أعداءك الاقتصاديين يطرحون شروطًا تحررك من مصاصي دماء أوصلوك الى الهاوية وما زالوا يتكلمون بفجور ويرمون التهم على الآخرين لتشويههم …
لطالما اقنعونا ان القطاع المصرفي زهرة النظام الاقتصادي الرأسمالي الحر وها نحن قد ثبت لنا بالدليل القاطع أن القطاع المصرفي تسبب بإبادة جماعية عبر مجزرة مالية طالت كل الشعب ان بقي هناك شعب…
نفاق وكذب وافتراء،لا تستمعوا لأبواق الحاكمين الفاشلين فالمؤمن الحقيقي لا يلدغ من جحر عشرات المرات.
ليست الأمور صعبة لتقتنع، انظر لثروات عائلات تنينك الأكبر لتعرف أنها من أموال أهلك.
لسنا غير عشرة عبيد صغار تعشوا سوا بالدار وبالسم مات الشعب وبقيوا الحكام كبار…
سحقًا لنا ونستحق السحق أكثر لأننا عجزنا عن طردهم ومحاكمتهم.
بدل أن يكون التدقيق المالي الجنائي طلب من شرفاءنا نجده شرطًا للغرباء لينقذونا!!!