الخط 29: تتعدد القراءات والمطلوب واحد ؟؟ | كتب د. ناجي صفا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
عندما انطلقت انتفاضة غزة عام ٢٠٠٥ على قاعدة الإنتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية بتحرير الارض، شكل ذلك حافزا لغزة لتكرار تجربة الجنوب اللبناني. يومذاك اطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي العنان لمشاعره عبر القول ” اتمنى ان استفيق ذات يوم وقد ابتلع البحر غزة “.
غزة ما زالت صامدة، لم يبتلعها البحر تماشيا مع عواطف ورغبات رابين، هي ما زالت تقاوم وتستنسخ كل يوم تجربة جنوب لبنان.
ما ينطبق على غزة من امنيات رابين ينطبق على الجنوب اللبناني، وربما بتمن اشد، بعد ان تحول هذا الجنوب الى مسلة غير متوقعة في خاصرة العدو.
لم تأتِ من فراغ تلك المفاوضات التي اجراها كل من اميل اده وبشارة الخوري مع الوكالة اليهودية قبل اعلان “دولة اسرائيل” “بسلخ الجنوب” عن لبنان، وضمه للدولة اليهودية قيد التأسيس انذاك، فلو حصل وتم ذلك لكانت ” الملائكة الصهيونية، والمارونية معا قد ارتاحت من شياطين الشيعة في الجنوب “. لا سيما انه كان من بين الإقتراحات المطروحة تهجير هؤلاء الشياطين الى البصرة جنوب العراق، وما زالت تلك المشاعر تراود البعض وان لم يعلن عنها.
حاول فؤاد السنيورة ابان حربا العام ٢٠٠٦ تكرار هذا السيناريو ولم يفلح، بسبب الوقائع الميدانية التي كرسها هؤلاء ” الشياطين “.
الآن يبدو ان هؤلاء ” الشياطين” وقد اشتد عودهم، وباتوا يشكلون خطرا فعليا على الكيان الصهيوني، بما امتلكوه من صواريخ دقيقة قادرة على استهداف كل نقطة على مساحة هذا الكيان ما زالوا يشكلون عبأء كبيرًا داخليًا واقليميًا.
قسم من الطبقة السياسية يفضل ان يستخرج العدو النفط والغاز ويستأثر به على ان يكون ضمن دائرة نفوذ هؤلاء” الشياطين”، ربما يخجل البعض في الإعلان عن ذلك علانية، بشكل مباشر، لذا يحاول مواربة اعاقة عملية ترسيم الحدود وتكريس الخط 29 كخط حدودي للمياه الإقتصادية اللبنانية.
اسرائيل تبني على هذه المشاعر في اندفاعتها لتجاوز الحقوق الوطنية اللبنانية غير عابئة نتيجة هذا الإنقسام.
كثر المنظرون والمحللون في هذا المجال وتباينت الروىء، تقول الآية الكريمة ” كذب المنجمون ولو صدقوا “، ونقول ” كذب المحللون ولو صدقوا “، الامر يحتاج الى ” خرى ” وليس الى “صلاة “على حد قول الراهب الذي دعته تلك العجوز لرش المياه المصلاية على شجرتها الذابلة.
محزن قول وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بو حبيب ” الاميركان ما عم يجوا “. اي ان القرد المدعو لقسمة الجبنة بين لبنان والكيان الصهيوني ما زال يجلس على الشجرة يراقب وينتظر الوقت المناسب لأكل الجبنة.
على ” الشياطين ” الذين حرروا الارض ان يعيدوا الكرة في ما يتعلق بالنفط والغاز، بغير ذلك لا نفط ولا غاز، ولا انقاذ للواقع الإقتصادي والمالي والمعيشي، فهل يؤكد هؤلاء ” الشياطين ” آهليتهم للمرة الثانية وكلما اقتضى الآمر ؟؟.