السلطة تنتفض ضد الناس : الأسباب الكامنة خلف فشل السلطة…. | بقلم د. أحمد عياش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
من العلامات الكبرى لاختفاء وطن من الجغرافيا ان تنتفض السلطة بأحزابها الحاكمة الفاجرة والفاشلة ضدّ الناس إذ لم يبقَ شيئًا لتسرقه منهم.
السلطة تنتفض!
أية حماقة في الساحات!
السلطة تنتفض ضد ناسها المقهورين لتقهرهم أكثر.
السلطة تدعو للحوار مع نفسها فترفض الدعوة.!
أيّ جنون هو وأيّ فصام سياسي ؟
من هي السلطة ومن تكون الدولة؟
كل حاكم نافذ ومسؤول فيها يطالبها بالعدالة ويتهمها بالتقصير.
عندما يعتب رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس النيابي أو رئيس الحكومة أو “حزب الله” أو “تيار المستقبل” أو “الحزب التقدمي الاشتراكي” على الدولة ويغضب منها ويتهمها تحتار الناس بأمر الدولة هل هي العدو الاصيل ام العدو الوكيل أو من تكون؟
هم الدولة وهم المعارضة نفسها،هم اللصوص وهم المسروقون،هم الاطباء وهم المرضى.
هم السلطة وهم المعارضة.
انتبهوا !
الشيعية السياسية ولو كانت الحاكم الفعلي في الدولة حاليًا تشعر دائمًا أنها ما زالت في المعارضة لانها اعتادت الرفض والنبذ السياسي تاريخيًا ويبدو انها لم تعِ ولم تصدّق بعد أنها أمست عضد الدولة فقد اعتادت النطق باسم المعارضة.
السنية السياسية ولو كانت في المعارضة تشعر وتتحدث كأنها الدولة لأنها اعتادت أن لا تكون إلا السلطة ولا يمكن لها أن تصدق أنها خارجها أو أنها مطرودة مؤقتًا من الحكم من الأقليّات لأنها اعتادت ان تنطق باسم الأمة.
المارونية السياسية ولو صارت بلا مخالب وبلا أجنحة في الدولة تظنّ أنها الصقر الوحيد المؤهل لحكم البلاد لاتقانها اللغتين الإنكليزية والفرنسية بدل التركية اي تتقن الحداثة والتطوّر والتقدّم ولا يمكنها أن تصدّق ولا تريد أن تعترف أن أطفال المسلمين يولدون وهم يزقزقون بالإنكليزية والفرنسية والألمانية.
المارونية السياسية في الدولة حاليًا تعيش مجدًا اندثر، تؤمن بأنها ان فقدت التميّز والتفوق على تخلف المسلمين ،ضاع سبب وجودها في الشرق .
الدرزية السياسية ولو كانت بيضة القبّان في الدولة إلا أنها تخاف انتزاع السلطة لانها اعتادت التحالف مع الأقوى لشعورها الدائم بالضعف لوحدها لانها تتهم نفسها دائمًا أنها أقلية ولن تصبح أكثرية أبدًا.
لذلك كل الجماعات اللبنانية تشعر بضرورة الارتكاز والاتكاء على عصا إقليمية أو دولية لتقف على قدميها ضد الأخرين.
هي عُقد الأقليات النفسية الواعية أنها ستسحق غدًا وعما قريب وإن الآخر سيقضي عليها إن تمكن ولو تمسكن.
هذه هي العُقد النفسية لأنا الجماعات الطائفية السياسية المتعاقبة على السلطة.
السلطة تنتفض ضد نفسها، يؤلم لصوصها انهم لا يجدون شيئا ليسرقوه من الناس.
هذه الجماعات بإمكانها أن تؤلف عصابات وأن تؤسس لشركات أو لمزارع وليست مؤهلة لبناء دولة لانها اعتادت حياة قطاع الطرق والهاربين من العدالة بلا وعيها الجمعي التاريخي.
لقد نهبوا كل شيء حتى الأحلام…