خذوا لبنانكم وارحلوا… | بقلم د.أحمد عياش
يخافون الفدرلة او التقسيم او الاندماج في سوريا الطبيعية وحتى يخشون التدويل وتدعوهم للنقاش فلا يحضرون الا اذا لبّى الحاضرون مطالبهم.
ما المطلوب؟
لا يعرفون.
وكأنّ الموجود قابل للمساومة وللتفاوض وللشراكة وللمحاصصة.
ليس لدى الوطن ما يعرضه غير دولة منهوبة وقادة انذال واناس في طوائف وفي متاجر وفي مصارف اتقنوا الصبر والمكر كما تمرّسوا في النفاق.
ولينتهي لبنان الحالي،لا أسف عليه، ليس افضل حالاً من اوكرانيا القديمة.
غير صحيح ان في تقسيم لبنان سلاما للعدو الاصيل فهذه مصر موحّدة وهذا الأردن موحّدًا وكانت سوريا موحّدة ولم يشكل اي منهم تهديدًا للعدو الاصيل.
العكس هو الصحيح.
لبنان المقسّم ولبنان المفدرل ولبنان الفوضى اكثر تهديدا لامن العدو الاصيل.
وحدة لبنان الهادىء و وحدة قواه الامنية واتفاق الهدنة غير المعلن رسمياً عند الحدود مطالب وامنيات للعدو الاصيل.
لا يريد العدو الاصيل الا الهدوء عند حدوده ولا يتمنى الا حكما ضعيفا ودولة مفلسة وتافهة وكل هذه الشروط متوفرة.
حققتها الاحزاب التجارية الحاكمة الفاشلة.
لا نتطاول ولا نفتري إن اتهمنا الاحزاب الحاكمة التجارية الفاشلة بالخيانة العظمى غير المباشرة.
لقد حقق القادة مطالب العدو الاصيل كاملة ونتحدى اي مجموعة ان تطلق صاروخا واحداً على منصة انرجي توتال في حقل كاريش او رصاصة واحدة على ما يسمّى مسكفعام …
ولتكن فدرلة وليكن تقسيماً وليكن تدويلا وليكن لامركزية ادارية فما الفرق فالبلاد مفدرلة ومقسّمة وتابعة لدول وكل قرية وكل مدينة يحكمان نفسهما باشاوسهما وقبضاياتهما.
ما الفرق؟
لماذا الاصرار على اعتبار الاشرفية احياء عربية ان كان قاطنيها يسحقون العلم الفلسطيني بنعالهم ولا يفرحون لانتصار لطيف للمغرب.
لماذا الاصرار ان صور فينيقية وقاطنيها مؤمنون انهم عرب ومسلمون اقرب الى العراق والى طهران من حاريصا ومن معراب ومن الرابية.
لماذا التشبث ان الجبل حصن منيع للامة والجبل لا يصدّق ولا يؤمن الا بحاله كموحد لله وكممثل اخير للدروز.
ليرحل كل منّا بطريقه ،ليلم كل واحد منّا نفاياته بنفسه، لنأخذ معنا كل هذه السخافات والقاذورات وما تيسّر لنا من نوايانا الاجرامية.
لنكف حيونة على بعضنا البعض ولنمزق اتفاق الطائف واتفاق الشراكة ولنشتم بعضنا بصراحة.
لماذا هذا النفاق ونتيجة حكم هؤلاء انتج افلاسًا ونهبًا وفسادًا وممنوعا مقدّسا واحداً اكبر اسمه لا محاسبة،لا عقاب.
لا يُعاقب الا سارق دراجة نارية و متناول سيجارة حشيشة ومجرم من التابعية السورية يقتل من اجل هاتف خلوي ولا ينظف مسرح الجريمة من خلفه.
اية بلاد هي ليحزن المرء عليها،لا الثلج الملوث يفيدنا ولا البحر المصادر من صالحنا ولم يبق من شجر أرز الشاعر سعيد عقل الا واحدة للصورة وللذكرى.
لا اسف عليه طالما الوطن وهم وطالما الاخلاق كذبة وطالما المواطنية لا وجود لها.
ليرحل بوديعه الصافي وبنصري شمس دينه،ليرحل بشوشه وبفيروزه وبرحابنته.
ليرحل ابي سليم الطبل بفهمانه وبدرباسه.
ليرحل بابي ملحمه وبأم ملحم وابنهما ملحم.
وليأخذوا معهم هذه الحثالة الحاكمة التافهة التي ادت بنا لمكلبة ولجومسة ولبؤس ولعار دائم.
الا لعنة الله على المطالب بالوحدة وعلى المطالب بالفدرلة وعلى المطالب بالتقسيم.
كلهم دجالون.
كل يوم و يطل علينا احدهم مهددا ايانا بالفدرلة وبالتقسيم، ليكن ليذهب كل امير حرب في طريقه، كل ماكر في مصرف في دربه، كل رجل سياسة وفن ودين الى حتفه.
ليذهب كل منّا بدعارته وبخبثه وبعاهراته.
ارحلوا واقفلوا الباب من خلفكم وخذوا لبنانكم وارحلوا.
المسألة اسهل في التقسيم وفي الطلاق، ليكن استفتاء لكل قرية ولكل مدينة الى اية مزبلة واية مزرعة دولوكس تود أن تنتمي ولننتهي من هذا البلد بروح رياضية وباشراف الامم المتحدة اللعينة.