سعد الحريري يعلن فوز إيران في لبنان | بقلم العميد د. عادل مشموشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
فازت إيران في لبنان، تماما كما فازت في كل من العراق وسوريا وغزة واليمن. أُعلن النَّصر هذه المرة ليس على لسان المرشد العام لحزبها إنما على لسان اقوى خُصومه.
أعلن النصر بمجرد اعلان سعد الحريري بعزوفه عن الترشح للانتخابات ودعوة أنصار رفيق الحريري بعدم المشاركة فيها.
بهذا الانتصار كُرِّس مصير لبنان على شاكلةِ مصير من سبقه في السقوط في الفلك الايراني، وقد بدت الملامح واضحة وعنوانها العزلة والانهيار الاقتصادي والمالي والأزمات المعيشيَّة الخانقة، وفقدان المواد الأوليَّة والمعيشيَّة الأساسيَّة أو نُدرتِها. سقط لبنان في الفلك الايراني، ولكن هذه المرَّة من دون ٧ أيار، حتى من دون تحذير ولو بسبابة أو بدعوة للتأدُّب،
بسقوطه لم يعد هناك ما يُميزُ لبنان عن باقي الدول التي أشرنا إليها سوى تفشي فتنة مذهبيَّة دمويَّةٍ في الداخل اللبنان، وثمَّة من يُسوِّقُ لمَقولةٍ مُستهجنةٌ ظاهرا مفادها ان ثمة طفرَةً داعشيَّةً جديدة قيد التَّحضير بدأت مؤشِّراتُها مع تسريب “خبريات” تتحدث عن هروب بعض الأصوليين من السُّجون في بعض الدُّول، وربما يأتي ذلك توطئةً لمُحاولةِ فرارٍ منظمَةٍ لمُتشددين إسلاميين من السُّجون اللبنانيَّة بعمليَّةٍ مُحبكةٍ جيِّدا.
كما يروجُ البعض لمزاعمَ تشيرُ إلى فرار بعضِ اللبنانيين من شَمالي لبنان الى جهاتٍ مَجهولةٍ للانضمامِ إلى صُفوفِ داعش.
والخشيَةُ كُل الخشيَةِ من أن يكون خلف التسويق لهذه الطفرة الداعشيَّة المزعومةِ سواء في لبنان أو خارجه ما هي إلا لعبةُ مخابراتٍ دنيئة، بمثابةِ توطئةٍ لاتِّخاذها ذريعَةً للتنكيلِ بأهلِ السُّنة على غِرار ِما حصلَ في كل من سوريا والعراق، من ترويعٍ وقتلٍ وتهجيرٍ وتدميرٍ لمناطِقِهم وتخريب لممتلكاتهم تمهيدا لوضع اليد عليها الخ…
إنها لغة دمويَّة خسيسة اعتُمدت سابقا في لبنان مع ما سُمي بفتح الانتفاضة ومن ثم استبدلوا اسمها بفتح الإسلام، ألاعيب مخابراتيَّة أضحت ممجوجة ومكشوفةً اعتُمدت وتُعتمد كسِتارٍ لإخضاعِ السُّنة من اليَمنِ إلى فلسطين لحَملاتِ التَّنكيل والتَّهجير.
للأسف العنوان برَّاقُ، ليس أفضل منه كقضية عادلة ” تحريرُ فلسطين”، ولكننا نسأل، هل تحريرُ فلسطين يتطلَّبُ إسالة كل هذه الدماء العربيَّةِ واستطردا إسلاميَّة، وإثارةُ النَّعراتِ الفئويَّة، والفتن داخِلَ دول عربيَّة كانت للامس آمنة سالِمَةً مُسالِمَة مُستأمنة؟ وهل يستدعي تحريرُ فلسطين تفرُّدا فئويَّا في الهيمنة والسَّيطرةِ على السَّاحَةِ العربيَّة؟ وهل تلك الهيمنةُ تستدعي تركيعَ السُّنة من باب المندب إلى الضَّفةِ الغربيَّة، مرورا باليمن الذي لم يعد سَعيدا وبلاد ما بين النَّهرين، وسوريا ولبنان وغزة؟ وهل ستسلم الاقليَّات التي يَدعون حمايتها من الدَّعشيَّة، التي أنشؤوها وغزوها ومولوها وأمدوها بالعتاد والسلاح لتهجير الاقليات التي يزعمون حمايتها، كما حصل ويَحصلُ لمُختلفِ المذاهبِ المسيحيَّةِ في لبنان.
إن ما ينتظر لبنان وفق المؤشِّرات التي تتضحُ يوما بعد يوم، توحي أن مصيره لن يكون أفضل مما شَهدتهُ الدَّولُ التي سَبقتهُ على طَريقِ الجُلجُلَة.
إن المطلوب لوأد الفتنة صحوة ضمير وطنية عربية على غرار ما حصل مؤخرا في العراق، استدراكا لويلات التدخلات الخارجية.