إستقبل اللبنانيّون من دون استثناء عام 2022 بمزيد من ارتفاع الدولار حيث تجاوز الثلاثين ألف ليرة لبنانيّة. ويبدو أنّ العتمة والذل والفقر المدقع مستمرّون والإنهيارات التي أحبط بها لبنان عام 2021 ستنعكس على عام 2022 نتيجة بعض سياسييّ هذا البلد من الناهبين والسارقين مع زبائنيّتهم والمنتفعين من التلزيمات والصفقات التي جعلتهم من أثرى أثرياء العالم وشعبهم من أفقر شعوب العالم. ويبدو أنّ اللبنانيّين مستمرون نحو قعر جهنم والدولة لا تزال تتهاوى في معارج النهب والإفلاس.
هل هذا هو قدر اللبنانيّين نتيجة تمسّكهم في حريّتهم وكرامتهم والمحافظة على سيادة وطنهم والتصدّي لكلّ أنواع التعصّب والطائفيّة والمذهبيّة؟
إنّ اللبنانيّين بطبيعة الحال يرفضون كل أنواع التقسيم لأنّهم شعب واحد في أرض واحدة، وكلّ محاولات التفلسف عن طريق تحوير الكلام إلى فدراليّة أو مرادفات لغويّة أخرى القصد منها الفدرلة أو التقسيم لن تنجح.
إنّ القرار بتدمير إقتصاد البلد أصبح واضحاً خصوصاً بعدما عجزوا عن تعكير قرار الشعب بتحرير أرضه ونفطه وغازه. والشعب اللبنانيّ يعرف أنّه يتعرّض للعزل عن محيطه العربيّ والإسلاميّ والمسيحيّ، ويعلم علم اليقين أنّهم يحاولون دون الجهر بذلك بحصاره دوليّاً وإقليميّاً، وإنّهم يبتغون القضاء على الأسس البديهيّة لحياة عاديّة بل طبيعيّة ويحاولون إعادة البلد إلى القرون الوسطى لأنّ هناك وكما هو معروف أنّ بعض من تسلّق السلطة نهب ثروة البلد حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا إستشفاء ولا مواد غذائيّة بسبب اللعب بالدولار الأميركيّ من بعض الغرف السوداء وعدم وجود رقابة رسميّة فاعلة ورادعة.
في العام الفائت لعن اللبنانيّون العام الذي سبق، فهل في العام الحالي لا سمح الله سيلعنوا العام الفائت؟ أما حان أن يقتنع بعض من نهب الأموال بإعادتها أو بإعادة بعضها في سبيل الوطن والشعب. بالتاكيد لا، ولا حياة لمن تنادي.
هذا وضع اللبنانيّين حزن وبكاء، والتضرع إلى الله وحده لمساعدتهم. فالوقت لا يزال سانحاً ولو أنّ خطط الإنقاذ والإصلاح كانت فاشلة وبقيت خطابات في سبيل التعبئة الشعبيّة. يجب تطبيق بعض الإصلاحات في حال لم يُعيد سارقي الأموال للشعب ماله، لأن الدول المانحة لن تقف بجانب اللبنانيّين خصوصاً أنّ الإنهيارات لا تزال متتاليّة من كل النواحي السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، واللبنانيّون للأسف أصبحوا بأكثريتهم الساحقه يعيشون تحت خط الفقر.
أتمنى أن أتحدث عن هذا العام بشيء من التفاؤل ولكن المسار الإنحداري لا يزال مستمراً ومخيفاً، وأكاد أدعو لإجراء الإنتخابات النيابيّة في آيار لعله نرى شباباً جدداً بأفكار جديدة. وهل سنتخلّص من الكوارث والإنهيارات أم أنّ الدولار كما هو مؤكّد في الإستقراءات الاقتصاديّة متجهاً نحو التصعيد وقد يُلامس لا سمح الله الخمسين ألف ليرة لبنانيّة ولا سقف له؟
من هو المنقذ؟ وهل ستترك المصائب والخلافات الدوليّة والإقليميّة الشعب اللبنانيّ أم سيظلّ يُعاني و يزداد وضعه سوءاً على سوء؟