ازمة لبنانالاحدث
عن الحرب الأهلية: وذكرى مقتل شقيقتي المظلومة لطيفة وعمي المخطوف وغياب العدالة والمحاسبة| بقلم د.قاسم قصير

في الثالث عشر من شهر نيسان والذكرى الخمسين للحرب الأهلية تعود بي الذاكرة لحدثين لهما علاقة بعائلتي .
الأول قتل شقيقتي المظلومة لطيفة على يد طليقها قبل 15سنة في الثالث عشر من نيسان وقد حكم عليه بالسجن 18سنة لكن تم إطلاق سراحه قبل انتهاء المحكومية بحجة سلوكه وأسباب أخرى وهو الآن حر طليق رغم أنه يستحق الإعدام لارتكابه جريمة قتل عن سابق إصرار وعمد .
والثاني خطف عمي والد زوجتي الحاج حسين عياش خلال الحرب الأهلية عندما عاد إلى منزله في برج حمود وظن أن الأمان عاد وتوقفت الحرب لكنه خطف قبل حوالي خمسين سنة ولم يعد إلى الآن ولا يعرف مصيره مثل الآلاف من المواطنين الأبرياء.
في هذه الأجواء تعود ذكرى الحرب الأهلية وللأسف من شارك فيها وارتكب جرائم القتل أصبح له اليوم دور سياسي بارز وبعضهم أصبحوا نوابا ووزراء وأخذوا يقدمون دروساً للآخرين حول الدولة وقرار السلم والحرب بدل أن يحاسبوا ويتوبوا عن جرائمهم ويتعلمون من دروس الحرب .
ان أصعب درس من دروس الحرب الأهلية أن غياب العدالة يؤدي إلى انتشار الجرائم والقتل ويعطي المجال للآخرين للعودة إلى الحرب والقتل .
وهذا ما نشعر به اليوم ان عدم محاسبة قتلى النساء يؤدي لزيادة الجرائم وعدم محاسبة مجرمي الحرب يشجعهم للعودة إلى الحرب .
فهل نتعلم مما جرى وبدل التحريض للعودة إلى الحرب أو التحدث باسم الدولة ومحاسبة الآخرين أن نحاسب أنفسنا ونستفيد من تجربة الحرب الأهلية كي لا نعود لها مرة أخرى وأن ندعو جميعا لقيام العدالة الحقيقية على الأرض كي لا تبقى الجرائم سواء كانت جرائم فردية أو جماعية .