لا، اللبنانيون ليسوا بجبناء… | بقلم د. أحمد عياش
لا، ليس الشعب اللبناني بجبان، لا، انما عمل على إخصاء شجاعته اللصوص والشبيحة ومجرموا الاقتصاد والدم كما نجحوا بشراء الشجعان وباستمالتهم الى جانبهم ليكونوا قرب رامي النبال والرماح.
اقول الحق، الشجاع ليس نفسه الشريف والصادق فعادة الشرفاء والصادقين تنقصهم الشجاعة كما الشجاع احيانا ينقصه الصدق والاخلاص والوفاء والوعي.
الثائر ليس نفسه المفكر.
ليس اللبنانيون بجاهلون لحقوقهم او لواجباتهم وليس اللبنانيون من تنقصهم المبادرة لقلب الطاولةعلى رؤوس السفلة، ناهبي الديار و راهني الوطن كعقار على طاولة المراهنات و القمار الدولي.
خطأ اللبنانيين أنهم قد وثقوا بقياداتهم وبأحزابهم وصدّقوا زعماء طوائفهم فهل يكونون ساذجين ام ان قياداتهم خونة، خانوا ناسهم بسلطة وبراسمال حرام؟ .
لا وجود لدولة، انهم وهمُ الليبرالية والديمقراطية المخادعة فليست الدولة بالحقيقة التي تقمع الناس ان تململت او إن تذمرت او إن اشتكت او إن تمردت او إن تظاهرت او إن جاعت او إن بكت فماتت وانتهت بل هي الاحزاب نفسها المولجة والمفوّضة من الناس بحماقة لتدافع عنها ، تقمع جماهيرها إن أحتجت فالدولة هنا ليست غير ممرّ إلى رأسماليين لصوص ولحقيرين عبر حكومات تأتي وحكومات ترحل بلا رقيب وبلا حسيب.
حالة اللبنانيين مع دولتهم الوهمية كحالة القطّ الأب الذي يأكل صغاره الهررة،
فإن صمتت الهررة ماتت قتلًا وإن انتفضت صاح القانون نفسه وصاح ارباب المال والامن والكهنة بوجهها:
يا قتلة والدكم!
يا “غيرة الدين”…
اللبنانيون الذي توحدوا وانضبطوا وارتقوا في مواجهة العدو الاسرائيلي في تموز من عام 2006 وحضنوا مليون نازح من دون ضربة كفّ بين النازحين او بين النازحين وسكان القرى والمدن ومن دون تسجيل أية سرقة او أية حالة تحرّش جنسي او أية حالة مرضية معدية لشعب واع وقدير ومكافح فليس ذنبه ان خانت القيادات ناسها بالرخيص.
هذا الشعب الذي قال للوجود العسكري المخابراتي السوري الذي كان باستطاعته تأسيس دولة عادلة بقيادات شريفة الا انه ابى الا ان ينسخ فساد دولته على الدولة اللبنانية “كفى”، “ارحل” و رحل وبقي الامن مستتبًا بيد الجيش اللبناني من دون حاجة للسادة عبدالحليم خدام وغازي كنعان ورستم غزالة، هذا الشعب ليس بجبان وليس بتعيس فليس ذنبه إن خانته قياداته الحزبية والطائفية.
هذا الشعب ليس بجبان انما قامعه من يدّعي حمايته وسارقه من يدعي انه يعمل من اجل الحفاظ على ارزاقه وقاهره بالتشبيح وبالفساد مستمدًا سلطاته من كبار الكهنة والمشايخ هم من يديرون السلطة منذ اثني وثلاثون سنة بقوة زعرانهم في الشارع، انهم:
الاحزاب الحاكمة الفاشلة التابعة للسفارات وللمخابرات الاقليمية والعالمية.
ارباب الدولة المالية العميقة المحلية والعالمية.
بائعوا ثروات بلادهم الطبيعية.
اللاعبين القمار على طاولات الحوار السياسي.
الا قاتل الله الاحزاب الحخاكمة الفاشلة و الا قاتل الله سفلة وحثالة الناس الذين ان اصابهم البؤس من قياداتهم قالوا الحمدلله وما الله السبب في بلائهم انما كانوا انفسهم يبلون.
أليس الصبح بقريب!؟.
اذن يا سيدي الكريم لا حل للبنان الا بثورة ،
ثورة تشيل ما تخلي ، ثورة معمدة بالدم ضد هذه السلطة وأحزابها ومناصريهم .
ولا تقل لي إن ذلك يعني حرب أهلية
ابدا ، بالعكس تماما الثورة ستمنع حدوث حرب اهلية لانها ليست طائفة ولا دينية ، انما هي ثورة لبنانيون موحدون الغوا الطائفية وقرروا خوض معركة المواجهة مع السلطة واحزابها متعالين على الجراح غير آبهين لقريب او صديق في هذه السلطة ، لن يرحموا كل فاسد ، ومن يدافع عن الفاسد مهما كلف الامر ،
لكن :
ينقصهم الدعم والسند والتمويل ،
فهلا نستطيع ايجاد الدعم والتمويل لثورتنا حتى تبدأ معركة بداية نهاية هذه المنظومة ؟
سؤال يرسم كل ثائر حر شريف .
الثائر : فادي ابراهيم رعد