استفزني كثيرًا مشهد الأطفال في المدارس.. الرعب القاتل في أروقة المدارس التي كانت على تماس مع المشهد العام.
الأهالي الذين هرعوا للمدارس لإحضار أطفالهم الخائفين الجالسين في الظلام تحت أصوات الرصاص والـ B7.
الرجل الذي سقط قتيلاً من دون ذنب وسقط من بعده العديدون.
السيدة التي أصيبت في رأسها من القناص والتي أشير اليها على الفور أنها ترتدي العباءة.
الرجل الذي كان يحمل ار بي جي في الشارع وأصيب ومات في وضح النهار أمام مجموعة من الأطفال…
هناك هدف من النزول إلى الشارع مع B7 في وضح النهار في منتصف بيروت. وهناك قناص يقتل الأبرياء في منازلهم كما وكل الذين يحملون السلاح في الوقت ذاته..
هل هي مصادفة أم انفصام أم ماذا؟
هناك أيدي خفية تعمل في الظلام.. تحرك الفتنة في قِدرة الوطنية وتحاول أن تبقيها فوق نار هادئة..
البارحة تكشفت القلوب المليئة بالطائفية.. سمعت وقرأت الكثير الكثير من الأخبار المترادفة المتوازية حقدًا من جهتين..
هم لا يريدون تقبل الأخر ولا يريدون سياسة السلام ولا يريدون فرض القانون ولا يريدون العيش المشترك..
ونحن لا نحاول .. لأنهم لا يريدون..
نحن لا نعمل بل هم يعملون.
أيدي خفية.. وتجاذبات عالمكشوف.. يرقصون فوق رفات الوطن..
ويكبر فينا جميعا العمر ونشيخ.
البارحة بكت سيدات في منازلهن.. وأطفال في مدارسهم، السيدات بكين لأنهن استرجعن طفولتهن والأطفال بكوا لأنهم فقدوا طفولتهم..
تناقضين حقيقيين وانفصامات وطنية حقيقية.
أنا على قناعة بأنه لا يمكن للبنانيين فتح صفحة بيضاء.. كل صفحات الوطن كتبت بدماء الشهداء، الضحايا، الأبرياء والمجرمين.
هم لا يريدون عيشًا مشتركًا يريدون الاقتتال، أشتم رائحة الخيانة للوطن تحت شعار الدستور اللبناني وتتعدد السلوغونات ألوانًا وأشكالاً..
مضحك مبكي أن تقرأ خبرين في صفحتين مختلفتي المصدر وتجلس لتراقب وتبحث عن نفسك.. أين أنا.. ويصمت المنطق لأنه لا يستطيع الكلام.. كتموا أنفاس المنطق حتى ازرقت وجنتيه وتبرقلت رقبته واسودت رئتيه واحمرت عيونه.. كل الالوان كل الاطياف ام الطوائف.. داخ المنطق وقرر الرحيل كما هاجرت الشبيبة والنخب خارج الوطن حاملة معها خيبات العمر الضائع.