لبنان يدخل في لعبة “حمّى الذهب” | كتب جان زغيب
كما كان مقررًا منذ أشهر وبضغط من واشنطن ، توصّل الوسيط الاميركي آموس هوكستين الى صيغة نهائية ترضي لبنان واسرائيل في ما خص إتفاق ترسيم الحدود البحرية ستؤسس لمرحلة جديدة من السلام الامني والسياسي والاقتصادي رغم النفي والثرثرة البعيدة عن الواقع.
فقد وصفت الولايات المتحدة الاميركية الاتفاق بالتاريخي لأنه ينهي الخلاف البحري ويؤمن الاستقرار الأمني على جانبي الحدود وبما ان حقل قانا مشترك فإن التوزيع للارباح يعدّ اتفاقا اقتصاديا. والأهم من كل ذلك ان الولايات المتحدة أقامت اتفاقات في كل البلدان الواقعة على المتوسّط وبذلك أمّنت حقل طاقة لا يمكن لأحد ان يتحكّم به كما يحصل مع روسيا. كما وأن الغاز في منطقة الشرق الأوسط يأخذ أبعادًا استراتيجية في موازين القوى العالمية والتي سيكون الشتاء المقبل ذروتها خصوصا وان المنطقة وبحسب إحصاءات شركة “BP (شركة بريتيش بتروليوم البريطانية) تحتوي حوالي 39% من احتياطي الغاز في العالم. اذ تبلغ كمية الاحتياطي الإجمالي في الشرق الأوسط حوالي 695 تريليون قدم مكعب. أما الغاز في البحر المتوسّط فيقدّر الموجود منه حتى الآن بحوالي 172 تريليون قدم مكعب، ويمكن أن يكبر هذا الرقم أكثر.
لذلك فإن لبنان يدخل اليوم مرحلة جديدة ليس فقط على صعيد النفط وانما باللعبة الدولية في بقعة من الأرض يقارنها المحللون بأراضي الذهب او ما يسمى “حمّى الذهب” التي اندلعت في الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد اكتشاف الذهب في الغرب الأميركي وانتقل الناس للتنقيب واستخراجه. ولن تتعامل الولايات المتحدة مع الطرف “القوي” في لبنان كما يتم التداول وانما مع الدولة اللبنانية وذلك للحفاظ على الاستقرار والقانون وصولا الى صيغة نهائية للشرق الاوسط الجديد والذي سيخلو من الصراعات بسبب مقدّراته.
اما مصيرنا الداخلي في كافة القطاعات متعلّق للاسف بمصالح الزعماء والاحزاب الذين سرقوا البلاد والعباد منذ انشاء لبنان. على امل ان يحقق الشعب الهدف الاول وهو المحاسبة والمساءلة من خلال المنابر الدولية مع انعدام الحلول على المدى القريب مع طبقة ترعى المضاربات من جهة وتراعي صيرفة من جهة اخرى.