مصيبة اللبناني | بقلم د. رنا منصور
مسّ شيطانيّ في كيمياء عقول بعض السياسيين اللبنانيين وخصوصًا المسيطرين منهم على قرار السلطة بكافة جوانبها. فهم يسيطرون على الشعب بالبعض من مالهم القذر وعلى الأكثريّة من وسائط بعض الرجال من أصحاب الإشعاع والتوجيه، بحيث يصبح الجاهل حكيمًا والسفيه فهيمًا ويصبح الساقط أخلاقيًّا وأدبيًّا وسياسيّاُ مبشّرًا، بينما يدفع الثمن الذي سُجن ووضع روحه على كفه واستشهد في سبيل الوطن وسموّه وعلوّه باتهامه بأنّه السبب في فقر الوطن وبلائه وإفلاسه.
مشهد في قمة الظلم لكل مناضل ناضل ولم ينَل سوى الشائعات القذرة غير البناءة في سبيل فئة إعتلت القيادة في زمن من الأزمنة، وأصبحت من أصحاب المال والجاه والسلطة بعد أن كان معروف عنها أنّها لا تملك شيئًا. فبعض المناضلين يذرفون الدمع لما وصلوا إليه ويطلبون من الإنسانية جمعاء إنصافهم.
إنّ أكثريّة السياسيّين يصطفون في صفوف تصب في مصلحتهم ومصلحة عائلتهم وزبائنيتهم وليس في مصلحة الشعب، فهم يختبئون وراء شعارات لكي لا يقوم الشعب عليهم أكثر ممّا قام. وللأسف ففي هذه الإصطفافات تغيب مصلحة الشعب الحزين ويغيب صوت العقلاء والمثقفين. فالعقلانيّة عند البعض أصبحت شتيمة أو غشمنة في هذا الزمن الرديء. فالسارق كما يُقال في العامية: “قبضاي دبّر حالو” والآدميّ “غشيم عليه أن يتحمّل رزايا هذه الأيام وفقرها”.
يُروى أنّ القاضي نديم عبود قال لمفكّر آدميّ بأكاديميته وسياسته وثقافته: “دخلك شو رأسمالك؟” فأجابه المثقف: “عقلي”. فقال نديم عبود: “معليش الفقر مش عيب”.
ربما وصل اللبنانيون إلى هذه الدرجة وهل الأيام الآتية ستجيب؟؟؟