هل محور المقاومة في خطر أم الحرب سجال !!؟ نظرة سريعة لخطاب نصر الله… | بقلم علي الهماشي
{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
في كل جولة بين الطرفين ترتفع معنويات فريق وتنخفض عند الفريق الآخر وهذه هي حالة الصراع .
ولعلنا نعود الى تسمية محور المقاومة فهذا يعني أنها في طور الدفاع وأنها تقاوم ، والمقاومة أقل امكانية وتجهيزا من المهاجم المعتدي، وكان حزب الله يؤكد هذا الأمر من خلال الخطابات السابقة لزعيمه السيد نصر الله قبل معركة 2006 والتي حقق فيها الحزب انتقالة نوعية في الصراع مع الكيان …
بعد الضربات التي نفذها الكيان في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي طهران (عاصمة المقاومة) يشعر المؤيدون لمحور المقاومة بنوع من الارتباك وبدأ العدو بشن عمليات نفسية كبيرة وواسعة في مواقع التواصل الاجتماعي بين التهوين والتخوين والتشكيك بكل القدرات التي يمتلكها هذا المحور.
وكان أنصار المحور ينتظرون خطاب السيد نصر الله وعادة ما يفعلون لان تصريحات المسؤولين في إيران يُغلفها طابع الدولة التي تحددها العلاقات الدولية ومساراتها الدبلوماسية ، وقد قدمت إيران شكوى رسمية لمجلس الأمن على الاعتداء الذي أسفر عن إغتيال زعيم حماس اسماعيل هنية.
إلا أن السيد نصر الله لا توقفه مثل هذه الأمور وهو الأكثر شفافية في توضيح المعادلة وشرح أبعاد الصراع ومن كثرة وضوحه يظن العدو أنه يخبئ أكثر ” كن صادقا يحتار عدوك فيك” .
ظهر السيد نصر الله يوم أمس على غير عادته في خطاباته السابقة ولو قمنا بمقارنة بين خطابه بعد استشهاد الحاج عماد مغنية وخطابه يوم أمس لشاهدنا تأثره بالمشهد وكأنه يُنذر بأيام عصيبة قادمة لقرارات قد تُغير شكل المنطقة وقد تكون بدايات البشارة للنصر الكبير .
رسائل نصرالله للعدو أنه تجاوز قواعد الاشتباك في هجومه على الضاحية وتناسى تحذيره من مثل هذه الاعتداءات تُنذر بحرب مفتوحة و لن تكون هناك قواعد فيها .
وكأنه استدرك فأعاد دفة الخطاب ليقول ان الرد على هجوم الضاحية لن يكون جزءاً من الاشتباكات على الحدود التي ربطها بالحرب على غزة .
والرد لا يعني اعلان الحرب او بداية الحرب الكبرى بين الطرفين ،وبهذا يتلاعب نصر الله بأوراق العدو ويبعثر حساباته ويحرج حلفاء الكيان الصهيوني الذين وقعوا بين تهور نتنياهو وحسابات محور المقاومة .
فحزب الله لايريد أن ينجر لمعركة كبرى ومن خلفه ايران التي تبدو هي الاخرى أنها لا تريد حرباً كبرى ، يحاول نتنياهو بدأها بأي ثمن ،الذي ستتكرر مغامراته ويتمادى أكثر في عدوانه !.
حزب الله مازال يمارس عملية استنزاف الكيان ، وهو يعلم ان هذا الاستنزاف له ثمن ولذلك يحاول ضبط الايقاع ولا يخرج عن السيطرة .
أما نتنياهو فهو يريد طي صفحة غزة ولكن لا على طريقة التفاوض بل بالانتقال الى حرب اقليمية كبرى ، تقف الولايات المتحدة وحلف الناتو معه باستثناء تركيا التي ستتخذ موقف الحياد او على الاقل لا تسمح باستخدام القواعد الامريكية على اراضيها في اي اشتباك في هذه الحرب وهو( ما يسمح به البروتوكول الموقع لدول الحلف) .
نتنياهو الحالم بمجد صهيوني يُسجله في بروتوكولات بني صهيون ليكون أخر رجالاتها التي تؤمن بدولة من النيل الى الفرات والتي يأمل أن تتحقق على يديه .
نعود لخطاب السيد نصر الله الذي كشف لجمهوره الوساطات او التحذيرات التي نُقلت اليه من أي رد وكان واضحاً في عرضها لا للتبرير وإنما ليكون شفافاً و واضحا مع جمهوره التي حاول بها إعادة التوازن النفسي إليه وهي من اولويات القادة أن تحاول تعزيز الثقة في الجمهور ،ومن ثم كشف أن الرد قادم لا محالة ولكن لم يحدد أنه في الجنوب على الحدود بل جعل الرد مفتوحاً ، فكما اختار العدو ضربته سنختار ضربتنا ولم يعلن الوجهة ولا الزمان وهي عملية نفسية يجيدها نصر الله باتقان .
في خطابه أمس قال أن الرد قادم وهو دون تحديد نوعه ولا طريقته وهو ما يربك العدو الذي يرى في تهديد الحزب تحدياً أكبر من التهديد الايراني ،فايران تركت التفاصيل لحزب الله منذ حرب تموز 2006 ولا تتدخل الا في القرارات المصيرية ،رغم ان الطرفين يتبادلان المشورة على مدار الساعة ..