وأخيرًا تشكّلت حكومة حفّاري القبور… | بقلم د. أحمد عياش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
سيلاحق العار القيادات اللبنانية الحاكمة أينما رحلوا إذ أمضوا نحو السنة ليقدموا إلى اللبنانيين وزراء ان غادروا منطقة سكنهم عشرات الامتار، حلفوا بغربتهم فمن اين لهم ان يمدوا الجسور مع الدول واية خبرة فذة لديهم لانتشال شعب بأكمله من المياه المعيشية الآسنة…
أتستحق هذه الأسماء كل هذه النزاعات وكل هذا التراشق المهين.
ألم يكن بالإمكان الاتفاق على هذه الأسماء خلال يومين؟
أهي معادلة رياضية ام لغز في الفيزياء النووية؟
وافقوا عندما معلمهم الدولي والأقليمي سمح لهم بتأليف حكومة؟
هذا هو التفسير الوحيد.
نذل من يحدثنا بعد اليوم بالسيادة وبالحرية وبالاستقلال.
كاذب من يعيد علينا قصيدة التصدي والصمود والعنفوان.
الناس هم الخاسرين الوحيدين في هذه المعمعة، في هذا النفاق السياسي.
الوزراء المساكين سيكلفون بحراسة المقابر وبحفر القبور.
سيوقعون على اسوأ قرارات تقشف وتسوّل واذلال.
سيقبلون بكل شروط الاستسلام الاقتصادي.
هذه الحكومة ستوقع على اتفاقية 17ايار الاقتصادية-النفطية-الديون الدائمة.
لن ينفع السلاح حزب الله، العالم كله يمنع المساس بحدود العدو الاصيل.
سقطنا في لقمة عيشنا وتبهدلنا بصحتنا وصرنا في آخر تصنيفات البلاد التي زحفت تحت خط الفقر بمسافات.
ماذا سيغير هؤلاء الوزراء؟
كما جاء سيخرج من وزارة الصحة السيد فراس الابيض!
والسيد يوسف خليل الذي اعتاد تلقي الاوامر من الحاكم بأمر المال لن يغير سلوكه.
لن يلقى القبض على فاسد او ناهب للمال العام.
سيمتد التدقيق الجنائي لتاريخ لا تعرفه غير السفارات،كلما زاح احدهم عن الدرب، لوّحوا له بالحسابات…
حكومة لم يربح فيها احد، يعني خسر الجميع.
صار في البلاد. حكومة، مهمتها استدرار عطف وشفقة العالم .
اسابيع قليلة وسيتشاجرون.
اسماء غير لامعة جُهزت لتواقيع خطيرة للتمويه…
وحدهم الشرفاء الخاسر الاكبر، لان النضال قد تم تأجيله الى ما بعد انتخابات المجلس النيابي .
الناس ستعيد انتخاب فرقة الزجل والمهرجين واللصوص مرة اخرى ليعيد التاريخ نفسه.
منذ اسقاط الرئيس سليم الحص في بيروت ماتت الأخلاق السياسية.
بئس زمن لم يلد فيه الرئيس فؤاد شهاب الثاني.
بئس زمن يُقتل فيه الشهيد علي شعيب وينال فيه الحاكم بأمر المال التهنئة.
بئس زمن لم نجد فيه مئة فارس ملثم وشجاع ولم نرَ فيه الوية حمراء.
السلاح زؤنة شبيحة البنزين.
كل العزاء للشعب المقهور والبقاء لله.