ازمة لبنانالاحدث
وماذا بعد الحرب؟ | بقلم د. أحمد عياش
مزيدًا من الصمت ومزيدا من العزلة،تعب بلا اي جهد،تعب بلا اي حركة،اختلط الأمر ما عدنا نعرف بداية الطريق من نهايتها،من أين انطلقنا والى أين نتّجه.
ستسكننا اللاجدوى.
الذين يقودون الناس كرّروا أخطاء من سبقهم،سدّوا اذانهم،لم يسمعوا إلا أنفسهم،اعتقدوا بقوة بأنّهم ملهمين من السماء والسماء قد توقفت منذ زمن بعيد عن الإيحاء لأي أحد.
سقطت كلّ الرهانات أمام بطش القوة وبقي السوط.
العبيد اشتاقت للسوط،صار السوط جزءاً أساسيا من شخصية المقهورين.
ألهت البدَع الجميع.
سقطت فكرة العروبة وسقطت فكرة الاشتراكية وسقط حلم اليسار واليوم يسقط الإسلام السياسي الجهادي.
الذي يسقط اليوم أخطر ما يمكن ان نبكيه.
انهم وبمجازرهم التي لا ردّ عليها إنما يخصون الفدائي الذي لم يولد بعد.
الثابت الآن و كاستنتاج ميداني وبعد ستة أشهر ان فكرة الجامعة العربية لا معنى لها فلا أمة عربية واحدة ولا رسالة خالدة لها.
ان منظمة المؤتمر الإسلامي كذبة عظمى ففكرة الوحدة الإسلامية وهمّ لا ينفع حتى في تحديد أوّل شهر رمضان او آخره.
في الميدان سباق واحد اتعب وانهك الجميع، سباق بين رافضيّ معتوه وناصبي مشبوه أيهما كان وما زال أنذل في حق المسلمين.
أخطر ما يهددنا ليس اقتحام رفح او الهجوم على لبنان.
أخطر ما يهددنا اقناع الجميع بلا جدوى الكفاح المسلّح كحلّ وحيد وأخير لتحرير الارض.
بعد سقوط غزة وتطبيق القرار 1701 بقوة مَن سيخرج علينا ليخطب فينا للكفاح.
لن يجرؤ أحد.
سوء إدارة الصراع.
سوء تقدير استراتيجي لا صبر استراتجيّ.
عند الحرب ستهجم الناس على من يحكيهم عن الكفاح او عن الجهاد كمحاولة اخيرة منهم لإنقاذ أنفسهم من بطش العدو الأصيل.
الجبن والخنوع وعدم الرد بقساوة على الاعتداءات بالمثل يؤسس لحالة نفسية خطيرة اقلّها سوءاً الاقتناع والتسليم بالهزيمة.
الاتي بعد غزة خطير جداً واكثر خطورة من المجازر فالهزيمة لا تولّد الا الاتهامات المتبادلة عن مسؤولية الانهيار والاتهامات المتبادلة مع فقر وعوز وتشرّد لا تنتج غير حرب داخلية شرسة.
قيادات العدو الأصيل ستجد من يسألها ومن يحاسبها اما نحن فمن سيحاسب مَن وكلّهم ملهمون؟
طوفان الاقصى لم يفضح امتّين فقط إنما كشف عن عوراتنا جميعا ما جعلنا عراة رغم ارتدائنا لثيابنا.
العدو الأصيل لا يريد اسراه،يريد تدمير غزة وابادة الناس واخصاء الفدائي الذي لم يولد.بعد وقد حصل.
مَن يظن ان نجاته بقرار وقف إطلاق نار تعيس يستجديه عند ابواب الامم احمق فتوقف الحرب حيثما نحن الآن وعي لهزيمة قاسية ستدخلنا في حرب قبائل .
نحن الآن في وسط الهزيمة بانتظار طلوع الشمس.
لا بد من توجيه صفعة دموية عاصفة لهذا الوحش كي يرتدع .
ما البديل الآن عن الإسلام الجهادي لتحرير فلسطين؟
ليس هناك بدائل،سندخل في النفق من جديد.
لا يردع الدم الا الدم.