وهكذا يرحل المسافر اليتيم… الرئيس سليم الحص في ذمة الله | بقلم د. أحمد عياش
يتيما في السلطة كان ويتيما في المصداقية، لم يسرق، لم يكذب، لم يقتل، لم يفسد في الدولة، لم يمتلك طائرة خاصة، لم يوقع على إفلاس دولة، لم يوافق تاجر في الإدارة، لم يتوسّط لأحد من أجل وظيفة.
لم يجمع مالاً من شح أو حرام.
اتهموه ان لا علم له في الإقتصاد المعاصر كأن يفتح أبواب الدولة لديون بالعملة الأجنبية وأن يراكم ديونًا داخلية لمصلحة سماسرة المصارف.
وقف بالمرصاد قدر الإمكان إلا أن تجار المال والدم والسلاح والفتن الطائفية والصفقات الإدارية وصناعة رموز سياسية كرتونية سافلة كانوا أقوى من أنا الأعلى للوطن.
حتى بيروت الأكثر تمدّناً في البلاد خذلته،أسقطته لانّه لم ينضم لثقافة قطيع بيع البلاد والناس .
حذّر اللبنانيين مما يقومون به حكام أشرار الميليشيات وإفلاس الدولة وارتُكبت أبشع إبادة جماعية مالية بحق الجمهور.
من الناس مَن سقط بجلطة مالية في مصرف ومن الناس من مات بنزيف دماغي من القهر في بيته أو أمام دار زعيم نذل.
غداً سيوارى الثرى فهل سيشيعه الشرفاء من الناس بمأتم يفوق جنائز الآخرين الذي يفوقهم مناقبية وحبّا وإخلاصًا للبلاد وللأمة .
كان علمًا أخلاقيًا لم يشعر معه أحد من الناس بطائفية أو شعبوية .
رحل المسافر اليتيم دون أن يرفع يده ملوّحًا لأحد.
مات حزينًا على ما فعله أبناء البلد ببلادهم.
شوارع بلا إضاءة ومركبات تنقل الماء والعتمة تعمّ المدن والريف والناس تبحث عن دواء وعن قلم وعن كرامة.
رحل المسافر اليتيم وغزة تموت ببطء شديد وسط أمّة ما عاد يليق بها تسمية أمّة…
رحل المسافر اليتيم بنبله ولم يترك ثروة لأحد كعادة القادة الأحرار الشرفاء.
من هنا ومن وسط منطقة عائشة بكار المحررة و واقفًا عند مفرق طرق محتار بطريقي، أتلو سورة الفاتحة لرئيس عاش وحكم واعتزل ولم يتهمه أحد بسوء أو بأذية.
الفاتحة.
والله أعلم.