إقتصادالاحدث

تعرّف إلى “فيسبا” الدراجة الإيطالية الصديقة لكل الشعوب

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

خلال أشهر الصيف، يمكن مشاهدة هذه الدراجات النارية الشهيرة في جميع أنحاء البلاد. أصبحت سويسرا بقعة ساخنة لعشاق الفيسبا بسبب قربها من إيطاليا. وتشرح سيلكه كوستي، العضوة في نادي فيسبا بزيورخ ومصمّمة مجلته: “توجد في البلاد مجموعة كبيرة من الجيل الثاني من الإيطاليين الذين أصابوا بالتأكيد السويسريين بهذا الفيروس”.

قوية، قليلة التكلفة وسهلة القيادة: كانت هذه هي المواصفات الرئيسية التي قدمها إنريكو بياجيو للمهندس كورادينو داسكانيو Corradino D’Ascanio. كان من المفترض أيضًا السماح للسائق بالحفاظ على ملابسه نظيفة. كان بياجيو قد ورث شركة طيران، ولكن عندما دمرها قصف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، سعى إلى ابتكار خطة بديلة. وبعد أن استشعر وُجود حاجة إلى إحساس معين بالحرية في بلد مُنهك ومنكوب، قرر إنشاء وسيلة نقل جماعي شخصية وغير مُكلفة تتمثل في دراجة بخارية صغيرة (سكوتر آلي) تعمل بمحرك.

نجح داسكانيو في صناعتها مُستخدما مواد خفيفة، ولكنها صلبة – تم تصنيعها في الأصل من قطع غيار طائرات أنتجت في عهد موسوليني- ومن خلال المزج بين ميزتيْ الاقبال الشعبي الكبير على المركبات ثنائية العجلات وما تتسم به السيارة من راحة ورفاهية. ونظرا لفرادة تصميمها، وخاصة المقود، ولضجيجها الخافت المُميّز، سُمّي هذا “السكوتر” بـ “فيسبا“، التي تعني الدّبور بالإيطالية.

كان النجاح فوريا وفي الموعد. حيث أصبح بإمكان المراهقين (وكبار السن من الرجال الذين ما زالوا يعيشون مع والديهم) اصطحاب عشيقاتهم إلى أماكن بعيدة عن الأنظار. كما حظيت “الفيسبا” بإقبال واسع من طرف النساء لأنهن لم يكنّ بحاجة لارتداء ملابس جلدية ثقيلة عند استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، كان إصلاح “السكوتر” سهلا وفي المتناول.

دراجات “الفيسبا” في سويسرا
انتشر المفهوم الجديد لـ “سكوتر فيسبا” انتشار النار في الهشيم، ولم تتخلف سويسرا عن اتباع الصرعة باستضافة أول سباق دولي للفيسبا في جنيف في شهر مايو 1951.

شاركت في السباق أكثر من 500 دراجة نارية قدمت من جميع أنحاء أوروبا. وعلى إثر هذا النجاح، تم تأسيس “نادي فيسبا السويسري” في عام 1952.

تشدد سيلكه كوستي على أن “سويسرا كانت أول دولة استوردت دراجات فيسبا”، وتضيف أن “الموديل Vespa Rally 175، الذي تمت صناعته بين عامي 1970 و1973، صُمّم خصيصًا للسوق السويسرية من أجل الامتثال للقوانين المتعلقة بالرسوم الطرقية في سويسرا”.

في عام 1960، وصلت المبيعات العالمية إلى مليوني نسخة. فقد أصبحت الـ “فيسبا” مرادفة لأسلوب حياة، وكانت تحظى بالاهتمام لارتباطها بنجوم السينما كعنصر ترويجي للأفلام وكوسيلة نقل مفضلة لأتباع تيار ثقافي غير نمطي رائج آنذاك في المملكة المتحدة (Mod). منذ ذلك الحين، تم تصنيع وتصدير ملايين دراجات فيسبا إلى شتى أنحاء العالم، بما في ذلك لاستخدامها في الحملات الاشهارية لأشهر دور صنع الملابس ومُصمّمي الموضة.

وتقدر سيلكيه كوستي أن سويسرا تحتضن الآن خمسين ناديًا رسميًا تضم ​في صفوفها أكثر من ألف عضو، بالإضافة إلى ما بين 30 و40 ناديًا غير رسمي. ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع السنوي القادم لمنظمة فيسبا الدولية (تحت مسمى “أيام فيسبا العالمية”) في سويسرا، وقد تم تأجيله إلى عام 2023 بسبب الجائحة الصحية.
مصدر المقال: اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى