هل نحن لا سمح الله أمام حرب عالمية ثالثة؟ | بقلم د. رنا منصور
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
هل وصلت الولايات المتحدة الأميركية بقادتها وحكامها وأحزابها لرأي واحد أنّها القطب الواحد أو أنّه ستشمل الحروب العالم. إنّ المتتبّع للأخبار العالمية وخصوصًا على كافة الكرة الأرضيّة يجد أنّ الولايات المتحدة الأميركية تحاول وبكلّ قوة أن لا تضاهيها أي قوة في العالم. ويبرز ذلك من خلال الحرب الروسيّة الأميركيّة وما نتج عنها من تحالفات لأقوياء العالم أمام قوة جبارة أخرى هي روسيا متحالفة مع الصين ومع الدول المستضعفة. وهنا يُلاحظ أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستزور أكثريّة دول العالم المنتجة للنفط والمؤثرة في الحروب والتي تملك قوة عسكريّة لا بأس بها تستطيع مساعدتها في حال قَوِي الخلاف ولم يعد للدبلوماسيّة دور بين أميركا وكل من ينتقدها ويرفض حكمها الواحد في العالم. فالجلسة الصاخبة لمجلس الأمن التي جرت بناءً على طلب روسيا بشأن تطوير أميركا لأسلحة بيولوجيّة على حدودها داخل أوكرانيا تبيّن لنا ما يليّ:
1- إظهار المندوب الروسيّ أماكن المختبرات في أوكرانيا المموّلة من البنتاغون الرسميّ الأميركيّ لتنفيذ برنامج أسلحة بيولوجيّة واضحة في أوكرانيا.
2- تحديد المندوب الروسيّ للأمراض والأوبئة ووسائل إطلاقها والدول التي يتم تجربتها فيها ومتى وأين تمت هذه التجارب بعلم حكومات هذه الدول أو من دون علمها.
3- تصريح المندوب الروسيّ أنّ هذه المختبرات الأميركيّة التي تعمل في تصنيع واختبار الأسلحة البيولوجيّة في 37 دولة في العالم أي بزيادة لـ13 دولة عن الجلسة السابقة.
4- تأكيد المندوب الروسيّ وبشكل علنيّ أنّ التجارب والآثار أثبتت أنّ الفيروس المسؤول عن الجائحة الحاليّة وهي جائحة كورونا قد تمّ نقله بكمٍّ هائل من الخفافيش المستخدمة عبر طيورمعدّة سلفًا وملقّحة بفيروسات قاتلة يستطيع بعض العلماء تسييرها إلى البلدان التي يريدون القضاء عليها عبر نشر الفيروسات بين أبنائها.
كما أكّد المندوب الروسيّ أنّ هناك إثباتات بأنّهم قبضوا على بعض هذه الطيور متلبّسين بالجرم وبكل التفاصيل التي تُثبت الإدانة الحاسمة لحمل الطيور للفيروسات القاتلة للإنسان متل الإيبولا وإنفلونزا الخنازير وكورونا التي أتت كلها من مختبرات قامت بتمويلها وإدارتها أميركا، ممّا جعل الصين تتقدّم بطلب عاجل وجاد وفوريّ للتحقيق بهذه المعلومات وخصوصًا فيروس كورونا الذي عاد يظهر في الآونة الأخيرة في الدول الكبيرة والصغيرة التي شُهدت فيها الطيور تفتك فتكًا كبيرًا.
وأكّد الروس والصينيّون أنّهم استطاعوا إلتقاط بعض هذه الطيور التي هُجّرت من البلاد المعادية لهم وأنّ هذه الطيور تسافر من بلد لآخر لا بل تتوجّه بشكل دقيق وفق خطّة رسمتها الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها حسب ما كُتب.
بالطبع، إنّ منظّمة الصحة العالمية والولايات المتّحدة الاميركيّة تنفيان معرفتهما بوجود تجارب بيولوجيّة في أوكرانيا، وتقول أنّ كلّ المختبرات هي طبيّة بحثيّة لمقاومة الأمراض. والروس يقولون أنّ لديهم إثباتات أنّ كلام منظّمة الصحة العالمية والولايات المتحدة الأميركية هو بغير محلّه وهو كلام فيه مراوغة وكذب كبير ويؤكّدون أنّ الولايات المتحدة الأميركية والصين هم مصدر هذه الأسلحة البيولوجيّة. وهذا ما ينفيه أيضًا حلفاء الولايات المتّحدة الاميركيّة كفرنسا وبريطانيا وألمانيا الذين يعتبرون أن كلام منظمة الصحة العالمية هو الصحيح بأنّ لا وجود لتجارب بيولوجيّة في أوكرانيا.
أمام كل هذه الوقائع والإثباتات من روسيا وحلفائها وأمام نفي أميركا وحلفائها، ماذا سيكون الوضع في حال لم يتوصّل مجلس الأمن الدوليّ إلى صيغة مشتركة بين الروس والأميركيّين وحلفائهما؟ بالطبع، ستنشأ حرب كبيرة أتمنى أن لا تحصل، وإذا حصلت سيكون العالم أمام انفجار كبير لا أعلم كيف يبدأ وكيف ينتهي. أتمنى أن لا تحصل هذه الحرب لأنّني أعتبر أنّ الإنسان فوق الجميع وأنّه لا يجوز أن تتعرّض الإنسانيّة وحياة الناس في كل أنحاء العالم للخطر.