ألكسندر نازاروف: العرب والمسلمين في أوروبا سيواجهون مصير اليهود مع النازيون الجدد
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
نشر المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف مقالا، عبر قناته على “تلغرام”، قال فيه إن عرب أوروبا سيكررون مصير اليهود، ما سيربط كلمة إبادة جماعية بتدمير السكان العرب والمسلمين في أوروبا.
واعتبر الكاتب أن الأزمة الاقتصادية ستؤثر على دول أفريقيا والشرق الأوسط، ما سيدفع السكان إلى الهجرة نحو أوروبا، التي ستدمر ببساطة كل الوافدين حديثا والعرب والمسلمين والأفارقة الذين يعيشون هناك لفترة طويلة، على حد تعبيره.
وقال الكاتب إن الغرب والعالم يدخلون أكبر أزمة اقتصادية في العصر الحديث، على الأقل منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، ما سيزيد من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والجوع والفقر.
وتوقع نازاروف أنه مع اقتراب خريف هذا العام، سيكون هناك فعليا انفجار اجتماعي في البلدان العربية. وعلى مدى السنوات والعقود القادمة، وبسبب الكارثة الاجتماعية من أفريقيا والشرق الأوسط، ستبدأ “هجرة كبيرة” جديدة للأمم إلى أوروبا.
وقال الكاتب إن العرب والمسلمين سيكونون ضحايا ديكتاتوريات نازية في أوروبا، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
وتاليا، المقال الذي نشره المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف:
أي ارتباطات تتبادر إلى ذهن المواطن العربي العادي مع تعبير الإبادة الجماعية؟
ربما فلسطين، أو الحروب الاستعمارية الفرنسية في الجزائر أو رواندا. كثير قد يتذكرون الهولوكوست، تدمير ألمانيا النازية لليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. في الوقت نفسه، لاحظت أن اليهود لا يحتكرون الهولوكوست، فقد قتل الألمان عمداً عددا أكبر من الروس مقارنة باليهود، وفي بيلاروس، قتل الألمان ربع السكان. لكن قلة من البشر حول العالم يتذكرون ذلك عادة.
ومع ذلك، ففي رأيي المتواضع، وفي المستقبل القريب جداً، سيربط كل واحد منّا كلمة إبادة جماعية بتدمير السكان العرب والمسلمين في أوروبا. سوف يكرّر عرب أوروبا مصير يهودها.
حتى قبل الحرب في أوكرانيا، أثارت تصريحات المستشار الألماني، أولاف شولتز، غضباً كبيراً في روسيا، حينما قال إن الإبادة الجماعية ضد الروس في إقليم الدونباس تثير الضحك.
بعد بدء الحرب، نرى أنه على مستوى الدول لم تعد الدولة الروسية وحدها، وإنما أصبح كل ما هو روسي، وحتى المواطنون الروس العاديون ممن يعيشون في الغرب، لا تنطبق عليهم القوانين. أصبح من المباح فعل أي شيء معهم، فهم لا يخضعون لأي قوانين لحماية الملكية الخاصة، ولا لقوانين حقوق الإنسان. أما عن الدولة الروسية خاصة، فقد حدد الغرب مسار تدميرها بالكامل.
في لحظة، نزع الغرب عن وجهه قناع الديمقراطية والإنسانية، وكشف عن وجهه العنصري والنازي الحقيقي.
عادة ما يكون من الصعب أن تجبر البشر العاديين على قتل الآخرين. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على دعاية الدولة المعتدية قبل الحرب أن تقوم بالكثير من العمل لتجريد العدو من إنسانيته؛ أي أنه يجب عليها أن تقنع مواطنيها أن شعب الدولة المعادية ليسوا بشراً بالمعنى التام للكلمة، ولا يتساوون معنا في الصفات والحقوق، وبالتالي فإن ما ينطبق على الناس من قوانين في المجتمعات “العادية” لا ينطبق عليهم. وعلى مدار مئات السنين من الحروب الإمبريالية، أصبح ذلك نهجاً متأصلاً بعمق في دماء حتى الأوروبيين العاديين، بل وأصبح جزءاً من ثقافة الغرب ووعيه الذاتي.
وحتى في وقت السلم، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا “نازيين ناعمين”، تملأهم مشاعر الاستثنائية (كما قال وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، عن الولايات المتحدة الأمريكية). فلنكن صرحاء، ونعترف بأن ثقة أوروبا في أن العالم يدور حولها، وأنها نموذج يحتذى به للعالم بأسره، يتعين على الجميع أن يكرره وراءها، بغض النظر عمّا تفعله، بما في ذلك إجبار العالم على تقبل زواج المثليين والطاقة الخضراء، ليس ذلك كله سوى مظهر من مظاهر النازية، والثقة في تفوّقها على بقية الشعوب الأخرى.
في الواقع، ومن خلال الهستيريا الشرسة المعادية لروسيا، وإلغاء أي تشريعات قانونية وأخلاقية فيما يتعلق بالمواطنين الروس العاديين الذين يعيشون في أوروبا، نحن نرى أن أوروبا مستعدة بالفعل للعودة إلى النازية على مستوى هتلر.
لقد كان الغرب يجهّز مواطنيه للحرب مع روسيا منذ فضيحة “رشا غيت”، عندما كانت الهستيريا المعادية لروسيا كافية بالفعل لبدء الأعمال العدائية. ومع ذلك، فإن تلك الهستيريا في الغرب لم تنخفض أبداً إلى الصفر.
لكن، ماذا عن الإبادة الجماعية للعرب؟
إذا ما ابتعدنا عن التقييم العاطفي، فيمكننا القول، كقاعدة عامة، بأن الحروب والإبادة الجماعية عادة ما تستندان إلى سبب اقتصادي. والقاعدة هي السيطرة على موارد حيوية في ظروف النقص الحاد في هذه الموارد على الأراضي التي يقطنها الجاني والضحية في عملية الإبادة الجماعية، فتصبح الإبادة الجماعية هي الحل الأساسي لقضية الموارد مع عدو لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
بالتوازي مع الحرب ضد روسيا، وبغض النظر عنها، يدخل الغرب والعالم أكبر أزمة اقتصادية في العصر الحديث، على الأقل منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية، حيث ستنخفض كمية الموارد في السنوات العشر المقبلة على نحو كبير، ومعها مستوى المعيشة بشكل حاد للبشرية جمعاء.
ولن تكون أوروبا استثناءً في ذلك: بطالة هائلة، جوع، برودة في الشتاء، أعمال شغب شديدة القسوة.
وسوف يكون رد الفعل الطبيعي للحكومات حينها، وربما الطريقة الوحيدة لإبقاء المجتمع تحت السيطرة في مثل تلك الظروف القاسية للغاية، هو الديكتاتورية. في الوقت نفسه، وفي الغرب، تتحول المجتمعات بشكل اعتيادي إلى ديكتاتوريات نازية، لأن الغرب معتاد على حل مشكلاته على حساب الآخرين، والنازية يتقنها الغرب جيداً كأداة لسرقة الشعوب الأخرى، وسوف يستخدمها مرة أخرى.
حتى عهد قريب، كانت نازية الأوروبيين موجهة إلى بلدان أخرى، تعيش فيها شعوب أخرى. إلا أن الشتات الإسلامي والعربي الهائل نما كثيراً داخل أوروبا نفسها في العقود الأخيرة. ودعونا لا نتظاهر بأن أجواء السلام والتسامح تسود بين هؤلاء وبين السكان الأصليين الأوروبيين القدامى.
دعونا أيضاً ألا ننسى أن كارثة بهذا الحجم قد حدثت من قبل ما بين القرنين الرابع والسابع بعد الميلاد، وكانت مصحوبة بما يسمى “الهجرة الكبرى للأمم”. يتكرر الأمر في هذا الوضع.
اقرأ أيضا: تقرير: حرب أوكرانيا تهدد رغيف الخبز في دول عربية
لقد تسبب الغرب، بسياساته المالية الرعناء، في زيادة التضخم العالمي، وأصبح الغذاء أكثر تكلفة في جميع أنحاء العالم. والآن، نتيجة للعقوبات المفروض على روسيا، تمت إزالة جزء كبير من إمدادات الحبوب في العالم من السوق. أعتقد أنه مع اقتراب خريف هذا العام، سيكون هناك فعلياً انفجار اجتماعي في البلدان العربية. وعلى مدى السنوات والعقود القادمة، وبسبب الكارثة الاجتماعية من أفريقيا والشرق الأوسط، ستبدأ “هجرة كبيرة” جديدة للأمم إلى أوروبا.
ولا أرى أي إمكانية لتجنب إنشاء ديكتاتوريات نازية في أوروبا، التي ستدمر ببساطة كل الوافدين حديثاً والعرب والمسلمين والأفارقة الذين يعيشون هناك لفترة طويلة، وإلا فإن المجتمعات الأوروبية الأصلية على النحو الذي عهدناه ستختفي من على أراضيها، مثلما اندثرت الإمبراطورية الرومانية.
ليس لدي ثقة فيما إذا كان ذلك سوف ينقذ الأوروبيين. لكني لا أعتقد أنهم يستطيعون فعل أي شيء حيال ذلك. ومع ذلك، أعتقد أن مئات الآلاف، وربما ملايين اللاجئين والمهاجرين العرب والمسلمين الذين يعيشون في هذه البلدان، سيروحون ضحية لهذه العملية.