الثقافة الروسية مشبعة بالقيم الإنسانية والتسامح | بقلم عبد الحميد الكبي
تعتبر الثقافة الروسية من أقدم الثقافات الحية والفاعلة حتى الآن، وهي مرجع للعراقة الحضارية العالمية، ووسيلة للتعرف على حياة المجتمع الروسي الموغل في ألوف السنين.
لذلك، ونظرا للتنوع العرقي الذي تتميز به روسيا وصعود مكانتها في مختلف المجالات،
تمتلك الثقافة الروسية الخاصة بالروس تقليدًا طويلًا من الإنجازات في شتى المجالات، ولا سيما فيما يتعلق بالأدب والرقص الشعبي والفلسفة والموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الشعبية التقليدية، والباليه والعمارة والرسم والسينما والرسوم المتحركة والسياسة، والتي كان لها جميعها الكثير من التأثير على الثقافة العالمية.
ومن خلال النظر إلى الثقافة الروسية بروح عقلانية وتاريخية واعية، نرى مساهماتها في تعزيز التفاهم العالمي والتبادل الأممي بين مختلف الشعوب وما بين القوميات الروسية وقوميات دول العالم، في إطار تلاقح الثقافة الروسية بثقافات الأمم الاخرى.
لقد ساهمت إستراتيجية التعريف بالثقافة الروسية والتركيز عليها، إن تصبح واحدة من أهم الموضوعات العلمية والبحثية عالميا، ولأجل ذلك ركزت على دراستها الأوساط الأكاديمية الروسية التي تحظى باهتمام كبير من الجانب الرسمي، لتساهم في التعريف بها ولنشرها في عالم واسع في ظل نظرية النمو السلمي التي تتبعها الروسي وتوصل رسالتها إلى العالم، وما نمو هذه الثقافة سوى أحد الروافع التي تضمن وأد قوى استعمارية، دأبت على ترويج نظرية ما يسمى بـ”التهديد الروسي” المزعوم، من خلال حملات غربية للتضليل بهدف النيل من روسيا وشعبها الصديق والثقافة الروسية الضاربة جذورها في تاريخ العالم.
لقد أصبحت كل الحملات الغربية ضد روسيا وثقافتها وحضارتها مكشوفة، ف روسيا اليوم تؤكد على ثقافتها السلمية، وأصبحت قطب حضاري وثقافي يعتد به، وهي تلعب أدوار مهمة في دعم علاقات التعاون بين الدول وإنجاحها في المجالات المختلفة، كون روسيا من خلال ثقافتها وسلوكها الحضاري والتسامحي تساهم في تقريب العوالم المختلفة من بعضها، وتخلق نماذج انفتاح تجمع بين المنتج المادي والمُنتج الروحي.
في التاريخ الروسي تتميز الثقافة الروسية البعيدة عن الإساءة إلى الأديان والثقافات الأخرى، على عكس ما نراه في الغرب من تعديات دينية وثقافية على العرب والعروبة والاسلام،
تكشف لنا ثقافة وحضارة روسيا أن قيم التسامح والتعايش السلمي فيها متجذرة، ولا تسيء إلى الأديان والثقافات الأخرى، فالثقافة الروسية متعددة القوميات والألسن، وترتكز على القيم الإنسانية والمحبة والتسامح.