الاحدثالجيوبوليتيك الروسي

ترامب رجل الصفقات التي تبرم السلام، حرب أوكرانيا الأنموذج الأول …. | بقلم علي الهماشي

“تفاخر ترامب سابقا في الحملة الإنتخابية بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا في «24 ساعة» – على الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل محددة حول كيفية تحقيق ذلك.”
بهذه الثقة التي رددها في أكثر من مناسبة وكانت تبدو عليه علامات التفاخر والغرور وكأنه يملك مفاتيح الحل ، أو انه يعرف ما هي اللعبة من وراء هذه الحرب وهو لايريد خوضها.
لقد كانت هذه التصريحات تُعري الإدارة الديمقراطية في استنزاف موارد أمريكا وروسيا على حد سواء إضافة للخسائر البشرية خلال السنوات الثلاث الماضية .
و لعل أُولى هذه الخطوات لإيقاف الحرب بدأت يوم 12/11 بالمكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين بوتين وترامب، و بهذه المكالمة نستطيع القول إنها عودة للمحادثات المباشرة بين البلدين ، وهي أمر إيجابي جداً بالنسبة لروسيا ومقلقاً لأوكرانيا وأوروبا.
  وكما هو معلوم فإن المحادثات الهاتفية لم تعُد محادثات شكلية أو مجاملة وإن كانت تهنئة بالفوز بالانتخابات، وهذه المحادثة لم تكن إلا أولى خطوات العمل فبحسب الصحف الأمريكية التي نقلت الخبر فإنَّ ترامب طلب من بوتين عدم التصعيد في الحرب (وكأنه يقوله أصبر حتى يوم التنصيب لنبدأ إجراءات وقف هذه الحرب العبثية الاستنزافية) .
وبدا ترامب في هذه المكالمة أكثر نضجاً وتحملاً للمسؤولية حيث أوضح لبوتين خطر هذه الحرب مع وجود قوات أمريكية كبيرة في أوروبا وعليه ضبط النفس، بهذه الكلمات أصبح ترامب طرفاً محايداً على خلاف الإدارة الأمريكية الديمقراطية التي أمدت في زمن هذه الحرب لتخفي معالم جرائم كثيرة كانت أوكرانيا مسرحاً لها ..
 ان استطاع بوتين ضبط النفس، ولجم ترامب زيلنسكي من عدم المغامرة في الوقت الضائع فإننا نستطيع القول إن صفقة ما سيعرضها ترامب على طريقته للطرفين ، فهو لن يمنح الرئيس الأوكراني دولاراً واحداً، أو أسلحة مجانية حال مجيئه، ولن تستطيع إدارة بايدن اتخاذ أي قرار مصيري دون مشاورة الرئيس المنتخب (هذا ما جرى عليه العرف السياسي في أمريكا) .
وكذلك لا يستطيع الناتو تقديم مساعدات جديدة دون موافقة الولايات المتحدة لا باعتبارها أكبر دولة فيه وإنما يقضي النظام الداخلي الإجماع لكل الدول في القرارت التي تكون من هذا النوع مساعدات عسكرية تدريب أمور لوجستية إلى آخره ..
فعلى أوروبا أن تتحضر للتعايش مع بوتين مرة ، ولن ينفع عرضها لترامب باستيراد غاز الولايات المتحدة بدلاً من الغاز الروسي ، فهذه الصفقة البعيدة عن التحقيق نوعاً ما غير مجدية لترامب الذي يبحث في تقليل صرفيات الولايات المتحدة الخارجية وأولها هذه الحرب العبثية …
وسنتحدث عن بقية الصرفيات في حينها.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى