الاحدثالجيوبوليتيك الروسي

موقع سوريا في أزمة اوكرانيا: من دار نصرة لروسيا إلى دار قتال

هذا المقال هو جزء من تقدير موقف شامل لوحدة التفاكر في مركز دراسات الوحدة العربية . سينشر الملف الاستراتيجي كامل الدراسة قريباً

 

سوريا في أزمة اوكرانيا

فاجأ الكثيرين وصول فيكتور شويغو ، وزير الدفاع الروسي ، الى دمشق ،في ذروة الازمة الاوكرانية . لكن سوريا بفعل الانتشار الروسي،باتت مرشحة للتحول من” دار نصرة” للروسي الى “دار قتال” فيما لو تطورت الازمة الى صراع مسلح مفتوح.

 

أدت العقوبات الاميركية بعد ضم القرم الى تاخير الخطط الروسية لاعادة بناء الاسطول الخامس “السوفياتي” العامل في المتوسط قبل نهاية ٢٠٢٠، مما زاد اعتماد الروس بشكل اكبر على سوريا، وقواعد حميميم وطرطوس التي تتمركز فيها بعض سفن اسطول البحر الاسود.

 

لا يملك الروس قوة منافسة للاسطول السادس او قطع الناتو البحرية في المتوسط ، ويعتمدون بشكل واسع على انتشارهم في السواحل السورية ، للابقاء على مضيق قبرص مفتوحا امام سفنهم ، وحماية تحركاتهم باتجاه مضائق الدردنيل البوسفور ، والبحر الاسود ، والضغط على الجناح الجنوبي لحلف الشمال الاطلسي في حال نشوب نزاع مسلح في اوكرانيا .

 

وخلال الاسابيع الماضية رفع الاميركيون تواجدهم البحري قبالة السواحل السورية الى حاملة طائرات واثنتي عشرة مدمرة وطرادا . وحشد الروس في المنطقة غواصتين نوويتين ، وطرادي”فارياغ” ” والماريشال اوستينوف” وعشر سفن بحرية تحمل صواريخ عابرة للقارات ، وقامت بتوسيع مدارج قاعدة حميميم لتستقبل التوبوليف ٢٢ وميغ ٣١ القادرة على حمل صواريخ كينجال الفرط صوتية،لاختبارها في ظروف مختلفة عن روسيا.

 

وفي ظلال الازمة الاوكرانية تحولت سوريا الى اكبر البؤر المسلحة الروسية خارج مسارح العمليات الروسية المعتادة . وفي هذا السياق بدأ الروس للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب في سوريا ، دوريات جوية مشتركة مع سلاح الجو السوري فوق الجولان ، وعلى خط وقف اطلاق النار مع العدو الصهيوني ، الذي يرى في ذلك تغييرا كبيرا في التفاهمات مع روسيا في سوريا، ، والتي سمحت حتى الهجوم على مرفأ اللاذقية ، بشن هجمات على مواقع محور المقاومة بتفهم روسي . وخلال الاسابيع الماضية ،بدأ الاسرائيايون يشعرون ان روسيا اذا ما خرجت منتصرة من الازمة الاوكرانية، ستكون اقوى على المسرح السوري ، وستحد من فاعلية عملياتهم فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى