الاحدثالجيوبوليتيك الروسي
مَنْ لا يريد لحرب أوكرانيا أن تتوقف ! | بقلم علي الهماشي
قبل الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الملغمة التي تنطوي على اتهامات، وربما تكهنات بحاجة إلى أدلة وإلى تتبع مسار عمل طويل قبل اندلاع هذه الحرب.
ومن يقرأ كمية التقارير اليومية عن الحرب الأوكرانية، وكمية التركيز على (شيطنة ) بوتين يعرف جيداً ما تريده الدوائر السياسية التي تحاول زرع وعي مفاهيمي أنَّ بوتين يعادل هتلر ،فكما كان هتلر خطراً كبيراً على أوروبا، كذلك بوتين !!.(تصل عدد التقارير إلى عشرات خلال الاسبوع الواحد وتحمل عنوانين مختلفة إلا أنها تصب في إتجاه واحد).
لا تعتقد بأنَّ هذه المقدمة هي دفاع عن بوتين، فهو لا يختلف عن البقية من سياسي عالمنا هذا، ما إن تُتيح له الفرصة حتى يُكشر عن أنيابه، وبعضهم يلوم الغرب في إظهار الوجه الثاني لبوتين، بعد أنْ كان ودوداً، واندمجت روسيا في عالم الأعمال والتجارة الحرة و الطاقة، وبدت أكثر انفتاحاً مع ألمانيا بقيادة ميركل ومع بقية أوروبا الغربية.
لكن أوروبا اليوم بلا ميركل التي قادت أوروبا اقتصادياً، وجعلت من منطقة اليورو قوةً كبيرة خلال 16 سنةً عززت فيها دور بلادها في أوروبا والعالم ، وجعلت من أوروبا وحدة متماسكة على الأقل في الجانب الاقتصادي.
وربما نقرأ في مذكراتها كيف رفضت انضمام أوكرانيا إلى الناتو “لأن الانضمام إلى الناتو لا يعني تعزيز الأمن لدى الدول التي تريد الالتحاق بهذا الحلف، بل بأمن الناتو وقوته” وهذه الرؤية تبين مدى فهمها للدول التي تريد التعلق بقوة أكبر من أجل مصالحها فقط، فبعض سياسي أوكرانيا يعيشون صراع الوجود مع روسيا نتيجة ترسبات الاتحاد السوفيتي السابق، وهاجسٌ لا يفارقهم أبداً ، وهذا ما تعيشه بولونيا وغيرها أيضاً.
إدامة الحرب :
يحاول زيلنيسكي إدامة الحرب أملاً في الانضمام إلى الناتو ، وبهذا الانضمام يفصل أوكرانيا نهائياً عن روسيا الاتحادية، وقد رفضت ميركل هذا الطلب ولها وجهة نظر أوقفت مثل هذه التوجهات، قبل عشرة أعوام.
وكانت هذه مخاوف بوتين أيضا، منذ أن طلبت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو، وأبلغ ميركل بهذه المخاوف، وربما خاطبها أو أبلغها بأن خطط ضم الدول الصغيرة التابعة سابقاً للاتحاد السوفيتي إستراتيجية مدروسة لدى القادة الغربيين وأنها لن تكون موجودة، وسيتم الأمر بعد رحيلها عن عالم القيادة لألمانيا!
محاصرة روسيا قد لا تخنقها وقد تؤدي الى حرب كبرى :
يحاول الأوروبيون استعجال الأمور وحتى إدارة بايدن من تحويل استراتيجي في الحرب على الميدان ، فقد سمحت إدارة بايدن لأوكرانيا باستخدام التواريخ متوسطة المدى في الهجوم على التجمعات العسكرية وربما المدن الروسية وستقع في مرمى هذه الصواريخ مفاعلات نووية منتجة للطاقة مما يهدد الحياة في روسيا أثناء الشتاء وربما خرجت إدارة بايدن عن العرف السياسي بإبلاغ الرئيس المنتخب ترامب، والتشاور معه في مثل هذه القضايا ..
وفي المقابل نجد أن روسيا تبدل عقيدتها النووية باستخدام الأسلحة في ظروف أخرى ، كتلويح للقوة بعد أن (تمادى) الغرب في دخوله طرفا مباشراً، حيث سمحت فرنسا باستخدام اسلحتها في الهجوم أيضاً، فلم تعد مسألة الدفاع إلا حجة في إدامة الحرب من خلال تسليح أوكرانيا بأسلحة غربية متطورة، ولن ينفع (الصبر) الذي نصح به ترامب بوتين في اتصالهما الهاتفي الأخير …
و دخول دول أخرى كوريا الشمالية وبلا روسيا الحرب بصورة مباشرة قد يهدد السلم العالمي ولن يجد ترامب فرصة لتحقيق وعده بإيقاف الحرب خلال 24ساعة كما قال !!.
هذه الحرب يُراد لها أن تستمر في ظل نجاحها باستنزاف روسيا حتى الآن، ومازالت أوروبا ترى نجاحاً في ذلك، والخسائر في الحرب تقتصر على موارد .البلدين (أوكرانيا وروسيا) حتى الآن