يبدو أن الرئيس الأمريكي لازال مصمماً على المزيد من التصعيد في ملف العلاقات الأمريكية الإيرانية، ولعل حادث اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية أمس هو الدليل الأكبر على ذلك، وكأن ترامب يطمح إلى كسب جولات أكثر لصالحه في هذا الشأن، بالمقارنة بأسلافه من الرؤساء الأمريكيين.
فقد تولى ترامب منصبه في عام 2017 بعد وعود مؤكدة من جانبه بسحب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 ، والاتفاق بين إيران والاتحاد الأوروبي ، والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتعتبر الاتفاقية المشتركة التي ألزمت إيران بتقنين أنشطتها النووية أحد إنجازات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على صعيد السياسة الخارجية. وعلى الرغم من أن بعض المقربين من الرئيس ترامب كوزير الدفاع السابق جيمس ماتيز ووزير الخارجية السابق ريكس تريلسون قد نصحوه بعدم المساس بتلك الاتفاقية التي ترضخ إيران لها بصورة تامة ، إلا أنه أصر على موقفه وقام بالإعلان عن انسحاب الولايات المتحدة في مايو 2018 مما دفع كلاهما إلى تقديم استقالتهما بحلول نهاية عام 2018
وقد عكف ترامب وإدارته منذ ذلك الحين على إطلاق ما أسماه حملة “أقصى قدر من الضغط” والمتمثلة في فرض العقوبات المشددة على نحو متزايد. وفي ضوء ذلك تم الترتيب للقاء الأول مع الديكتاتور زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون .
كما عمد ترامب إلى الترويج لمعلومات مغلوطة عن الإجراءات التي اتخذها الرئيس السابق أوباما لكبح طموحات إيران النووية. كالإدعاء مثلا بأن سلفه – الذي اتهمه مرارًا وتكرارًا بأنه مسلم الأصل ولم يولد في الولايات المتحدة – قام برشوة إيران من خلال تسوية نزاع قانوني طويل الأمد حول قضية رد الأموال الخاصة بالمعدات العسكرية التي قامت الحكومة الإيرانية السابقة بشرائها من الولايات المتحدة الأمريكية.
والجدير بالذكر أن معظم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي عارضوا مسألة انسحاب الولايات المتحدة ، كما سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، إلى إبقاء إيران على طاولة المفاوضات حتى في الوقت الذي ردت فيه طهران على العقوبات الأمريكية من خلال استئناف تخصيب اليورانيوم.
وبالإضافة إلى الموقف السابق، فقد قام ترامب في أبريل الماضي بتصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني- والذي ينتمي سليماني له- بوصفه منظمة إرهابية والتي طالما نالت معارضة شديدة من قبل كل من وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية. إلا أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بزعامة سليماني كان قد تم إعلانه منظمة إرهابية منذ عام 2007
وقد أفاد البيان الصادرعن وزارة الدفاع الأمريكية في هذا الشأن بأنه “بناء على توجيهات الرئيس ، قام الجيش الأمريكي بتنفيذ مهمة دفاعية حاسمة لحماية القوات الأمريكية في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني ، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، وهي المنظمة التي تم إعلانها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها منظمة إرهابية”.
رابط المقال الأصلي اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قد يعجبك ايضاً
http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/ملفات-دولية/الولايات-المتحدة-وأيران-على-حافة-الها/