الإتفاق النووي أنجز.. لم ينجز ؟؟ | كتب ناجي صفا
التوقيع ينتظر الجوائز التي ستقدم لإسرائيل ودول الخليج
كل الدلائل والمؤشرات تشي بأن الإتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قد انجز فعليا. ولم يتبقَ سوى التوقيع والاحتفال الرسمي. رغم ذلك فان الاميركي ما زال يعمل بذهنية اليهودي الذي يسعى لتحقبق مكسب اللحظة الأخيرة. هو يحاول تحصيل اي مكسب مهما كان صغيرا ليستخدمه في الإنتخابات النصفية بعد شهرين لتحسين شروطه.
ايران تمسك الولايات المتحدة من يدها التي تؤلمها. هي تدرك حاجة الولايات المتحدة للعودة للإتفاق اكثر من حاجة ايران التي تخطته بمراحل. تقنيا وسياسيا ولم تعد تحتاجه الا في سبيل الغاء العقوبات. في ذات الوقت تحتاج الولايات المتحدة لأن تقدم بعض جوائز الترضية لإسرائيل ولدول الخليج.
بهدف لملمة الموقف المعارض وتدارك انعكاساته الداخلية على البنية الداخلية المنقسمة حول الخيارات السياسية بما في ذلك الإتفاق النووي. لا سيما اعضاء الحزب الجمهوري الذين يعارضون الإتفاق ويحاولون الإستفادة من نفوذ اللوبي الصهيوني لتجييره في الإنتخابات النصفية التي قد تقرر مصير انتخابات العام ٢٠٢٤ وهذا ما يخشاه بايدن ويسبب تردده.
اسرائيل تدرك حاجة الولايات المتحدة للإتفاق. وهي اعجز من ان تستطيع منع الولايات المتحدة من التوقيع رغم قوة اللوبي الصهيوني. لكن اسرائيل تمارس الإبتزاز مع الإدارة الاميركية للحصول على مكتسبات لقاء تمرير التوقيع مستفيدة من قوة الكونغرس الداعمة لرؤية الكيان الصهيوني السياسية وتطمح بترجمة ذلك في صناديق الإقتراع.
ايران بالمقابل تمارس لعبة الإنتظار بصبر وعدم إستعجال. هي تدرك ان الولايات المتحدة ملزمة بالعودة للإتفاق ولو بالشروط الإيرانية وان المسألة مسألة وقت وتأمين ضمانات مقنعة لإيران. وبانتظار ان ينضج الموقف الاميركي في اخذا القرار النهائي قبل بلوغ ايران العتبة النووية كما يصرح الاميركي ويخشى الإسرائيلي بهذا يبرر الاميركي اصراره على العودة للإتفاق.
الوقت لم يعد لصالح الاميركي مع اقتراب موعد الإنتخابات النصفية. فهو مضطر للتوقيع قبل ذلك التاريخ. يبقى مدى سرعة الاميركي في النجاح في لملمة الموفف الإسرائيلي والخليجي. وما هي جوائز الترضية التي سيقدمها لهم.