الذكرى الـ23 للثورة الناصرية …بقلم السيد جمال عيسى الحسني
تحل اليوم على الأمة العربية الذكرى الثالثة والعشرون من شهر يوليو تموز 1952 الثورة الناصرية التي قادها جمال عبد الناصر . ففي مثل هذا اليوم تحرك الضباط الأحرار في الجيش المصري وأطاحوا بالنظام الملكي وإقامة جمهورية مصر العربية التي أسست لقيام الجمهورية العربية المتحدة فيما بعد بجناحيها المصري والسوري للدفاع عن الأمة العربية ضد العدوان الإسرائيلي والتأمر الخارجي والتصدى للمشاريع الإمبريالية والصهيوأميركية
الغربية القائمة على العدوان والتوسع ومواجهة حركات التحرر العربية .
لقد عملت الثورة الناصرية على توحيد الطاقات العربية والدعوة لإستثمار الموارد الإقتصادية العربية وتحقيق النمو الإقتصادي والتقدم الإجتماعي لمصر والعالم العربي .
على المستوى السياسي
كانت البداية لإنطلاقة حركة التحرر العربية التي قادها رمز القومية العربية الرئيس جمال عبد الناصر الذي غرس في الذاكرة العربية قيم الكرامة والعنفوان ومفاهيم الحرية والإشتراكية والوحدة العربية هذه المفاهيم السياسية الخالدة التي شكلت إطاراً جامعاً لكل أطياف الحركات العربية والتي نتج عنها قيام حركة التحرر العربي التي قارعت الإستعمار الغربي والكيان الصهيوني في فلسطين والرجعية العربية في عدة أقاليم عربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي وتقديم الدعم للثورات الجزائرية واليمنية وللثورة الفلسطينية فتوجهت بثقلها ودعمها بكافة الأشكال إلى فلسطين المحتلة فوفرت كل أشكال الدعم للفدائيين الفلسطينين فكانت القدس والقاهرة توأم ولادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والتي إنظمت إليها فصائل الثورة الفلسطينية وعمودها الفقري حركة فتح التي يقودها القائد الرمز أبو عمار ياسر عرفات .
على المستوى الداخلي استطاعت أن تنقل مصر نقلة هامة واستراتيجية لتصبح دولة محورية تقود الصراع ضد المشاريع الغربية والأميركية لتصفية القضية الفلسطينية .
وعلى المستوى العالمي شكلت مصر عبد الناصر حركة عدم الإنحياز إلى جانب الهند (نهرو) يوغوسلافيا (تيتو)
وتوجهت نحو الكتلة الشرقية والإتحاد السوفياتي الذي ساهم في النهضة المصرية وفي تحديث الجيش المصري .
على المستوى الداخلي عمل عبد الناصر على إطلاق النهضة المصرية التي تمثلت في البناء وتوسيع وتأسيس المدن وإنشاء المصانع المتنوعة التي تؤمن العمل والاكتفاء الذاتي وبناء السّد العالي بمساعدة الاتحاد السوفياتي على نهر النيل وتعزيز قطاعيّ الصناعة والزراعة والإنتاج الحربي وتأميم قناة السويس وتجهيز الجيش المصري بالأسلحة والعتاد لمواجهة الأطماع الغربية الفرنسية والبريطانية والعدو الإسرائيلي بعد الإعلان عن تأميم قناة السويس، لقد سقط العدوان نتيجة صمود مصر وتحالفها مع الإتحاد السوفياتي وتراجعت قوى الشر الإسرائيلية والفرنسية والإنكليزية تحت ضربات المصريين وموقف رئيس الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خرتشوف في مجلس الأمن وفرض عليها الانسحاب الفوري من سيناء لقد أستطاعت الثورة المصرية أن تجعل من مصر مركزاً اساسياً وقيادياً لحركة التحرر ومقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية. لقد شكلت المرحلة الناصرية حقبة زمنية هامة في التاريخ العربي الحديث وتاريخ مصر المعاصر فكانت فلسطين بوصلة عبد الناصر الذي وهبها حياته وكل طاقاته على طريق تحرير فلسطين رغم نكسة حرب عام 1967 التي لحقت بالجيوش العربية
واستمرار التأمر على القضية الفلسطينية والتي أدّت إلى استشهاد الرئيس جمال عبد الناصر أ
يوم (28 سبتمبر/ أيلول 1970) وهو من مواليد الإسكندريّة يوم 15/ يناير/ 1918
بعد انتهاء القمة العربية في القاهرة، اشتكى جمال عبد الناصر من من نوبة قلبية. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. ثم توفي بعد عدة ساعات، هكذا ببساطة مات الرجل الذي شغل العالم كله، كانت آخر محطاته النضاليّة العمل على وقف نزّف الدم الفلسطيني وإنهاء الاقتتال بين الاشقاء على الساحة الأردنية من الفصائل الفلسطينية والمملكة الأردنية لقد شكل رحيل عبد الناصر في هذه المرحلة الخطيرة خسارة فادحة للمشروع العربي التحرري
وخسرة فلسطين سنداً في صراعها مع الإحتلال الإسرائيلي لا يعوض ويبقى الأمل كبيراً والرهان على الشعوب العربية في الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومساندته في إستعادة حقوقه الشرعية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
بقلم السيد جمال عيسى الحسني
سيبقى الفكر القومي العربي الذي غرسه جمال عبد الناصر حيّا فيّنا وينتصر