الاحدثالشرق الاوسط
العدو الأصيل والصديق السيء جداً | بقلم د. أحمد عياش
تل أبيب-طهران:
من الكوميديا الإلهية إلى مهزلة التاريخ.
لم يعرف التاريخ صراعاً عسكرياً مهذباً ولطيفاً مع إعطاء علم وخبر مسبق عن أماكن الاستهداف من دون أذيّة قاتلة كما يحصل بين الكيان الموقت والجمهورية الإسلامية في إيران.
ما حصل منذ أيام وما قبلها من قصف متبادل ضمن ضوابط ليس غير فصول غير مقروءة في أسطورتي القومين.
يبدو أنهما لم يتبلغا بعد إشارات إلهية واضحة كعلامات كبرى نهائية لانطلاق حرب هرمجدون و ظهور المسيح وعودة الإمام المهدي المنتظر.
يتلاكمان على الحلبة ضمن ضوابط اللعبة الرياضية بحضور حكم أميركي يحدد لهما ما يجوز وما هو مكروه وما هو حلال وما هو حرام والأنكى أنه يحدد لهما ما هو واجب في الصراع الدموي النظيف في الدنيا وما هو مرجأ ليوم الدين.
و الروس والصينيين أعضاء في لجنة المراقبة يصفقون.
نحن القتلى.
إن كان الكيان الموقت عدو أصيل بلا نقاش وبلا جدل فإن الجمهورية الاسلامية صديق سيء جداً في هذه الحرب، يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يُضمر ليس لقوة إنما ناتج عن ضعف وعن خوف وأيضاً جمعاً لعلامات صغرى وكبرى دينية وفق أسطورة معقدة يصعب علينا نحن الحمقى والبسطاء إدراكها.
يبدو أن عناصر العلامات لم تكتمل بعد.!
نحن البسطاء لسنا غير الشهداء والجرحى والقتلى والنازحين والمؤمنين المتعبدين في كوميديا إلهية ما عادت تُضحك أحداً.
كل من عليها أمريكان ويبقى الأمل في ربّك.
لماذا يجوز لطهران التفاوض الخفي والحصول على تطمينات خفية وعلى ناسنا القتال علناً عند حافة الحدّ الفاصل بين الانتحار الجماعي والاستشهاد الجماعي المحقّ.
ما دمنا غير قادرين لماذا يطلبون منّا صنع المستحيل؟
كم من مرّة هددت طهران أن الحرب ستتوسع بحال حصل كذا وجرى كذا وآخرها بحال إعلان الحرب على لبنان؟
ماذا يجب أن يحصل أكثر لتدخل طهران ودمشق وبغداد الحرب كمحور مع صنعاء وغزة وبيروت؟
محور الصمود والتصدي أم محور احمي رأسك واتبعني؟
كان صرحاً من خيال وهوى.
بعد الذي حصل صرنا على يقين أن طهران ودمشق كانوا الخاصرة الرخوة لفدائيي لبنان لا العكس وان فدائيي لبنان كانوا يحمون بصواريخهم الدقيقة دمشق و طهران.
أين الصواريخ الدقيقة؟
هذا سؤال يا ناس.
من زوّد العدو الأصيل والافرنج والتتر والمغول بمعلومات استخبارات قاتلة لنستشهد جماعات جماعات ؟
آن الأوان أن نعرف؟
للأسف لا ثقة بطهران اليوم لأننا وببساطة ما عدنا نفهم لغتها وعليها أن تعيد الثقة بقوة لنفسها أو سنقتنع أنها أكثر من صديق سيء مع الأيام.
فصول الكوميديا الإلهية بين الكيان الموقت والجمهورية الإسلامية لم تنتهِ بل هي تمتد ليعيد التاريخ نفسه تارة كمأساة وتارة كمهزلة*
نحن في المهزلة حالياً.
لسنا بخير.
ليس كل شيء بسلاح ومال وعتاد.
يا وحدنا*
يا حرام نحن.
بين ظهور المسيح(ع) وعودة الإمام المهدي(ع) الزمن طويل وسنموت بإعداد أكبر.
المجد لفدائيي لبنان واليمن وفلسطين.
المجد لفدائيي القرى الأمامية في لبنان.
والله أعلم.