تونس أصبحت مؤخرا محور جدل و خاصة أنها تفادت كل الصعوبات.
بداية الأمر لم يكن بسيطاً خاصة على الشعب التونسي الذي عانى سنوات عدة من الاستبداد و الظلم و القمع و منع الحريات حتى الدين في حد ذاته كان في عهد الرئيس المخلوع بن علي ممنوع إلى ان جاء يوم الثورة، اليوم الذي انقلب فيه كل شئ، اليوم الذي ترجم معاناة كل التونسيين الذين اجتمعوا كلهم منادين بالحرية و الديمقراطية و الكرامة و قد ساندهم الجيش الذي وقف بجانبهم لحظة بلحظة.
ثورة تونس قد نجحت رغم أننا بعد الثورة و بعد وصول حزب النهضة للحكم فقدنا الأمل في تغيير الأوضاع و خاصة بعد الصعوبات العديدة التى واجهناها بعد الثورة من عمليات إرهابية استمرت عدة سنوات، من سيطرة حزب النهضة على عقول شبابنا و تسميمها بالفكر الطائفي.
التونسيين لم يستسلموا بل حاربوا إلى أن حققوا الديمقراطية على أرض عاشت سنوات في الاستبداد، إلى أن اختاروا من يريدون لا ما تريده الأحزاب، إلى أن اثبتوا أن العالم العربي من حقه ان يقرر و أنه لا يختلف عن العالم الغربي.
لن أنكر أنه إلى الآن لازالت هناك صعوبات إقتصادية و على عدة مستويات أخرى، لكن الحرية السياسية معترف بها، نقد السياسيين عبر المنابر الإعلامية أصبح شئ عادي و دون التعرض لمشاكل و لا لاعتقال النقاد، فحرية التعبير و النقد في تونس اليوم مسموح بها ،حرية الصحافة أصبحت موجودة. فالصحافي بإمكانه مواجهة سياسي و نقده بشكل مباشر و التحقيق معه عن مصدر أمواله و سؤاله عن كل ما بإمكانه أن يضر بمصلحة الشعب اضافة إلى ان المواطن بإمكانه ان يجعل رئيس دولة يخسر قضية و يتكفل بالمصاريف. و قد حدث هذا الأمر مع الرئيس الباجي و خسر دعوته ضد مواطن حيث قضت المحكمة على الرئيس بدفع مصاريف و اتعاب القضية اضافة الى أنه أصبح هناك مناظرة للولوج للحكم مناظرة أمام كل الشعب التونسي.
ثورة تونس قد قضت نوعا ما على الاستبداد السياسي و طغيان السياسيين و جبروتهم على العامة بعد عدة سنوات من الذل و القهر و الموت و خاصة موت الشباب من الجيش إثر عمليات إرهابية أو الشباب الذين اصطادهم البحر و هم فارين من أوضاعهم الإقتصادية المتردية و غيرها من القصص المأساوية التى عاشتها تونس حيث كان سابقا الدين ممنوع في حد ذاته ثم يتهمون تونس بكونها دولة غير مسلمة و هي التى عاشت سنوات في عهد الرئيس المخلوع تحت الاستبداد و منع ممارسة الشعائر الدينية.
اليوم تونس خرجت من الكهوف المظلمة لتعلن حريتها مع مساندة شعبها و جيشها و قانونها فتغلبت على الفوضى و كسرت كل حواجز الصمت ليعلو صوتها المنادي بالحرية و الكرامة و الديمقراطية و العيش المشترك بالتسامح
الإرادة في تونس أصبحت مختصرة في الشعب و ليست في إرادة رئيس دولة مستبد.
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا