الاحدثالشرق الاوسط
رد الكيان على الضربة الإيرانية بداية الهدنة في المنطقة !! | بقلم علي الهماشي
للتوضيح لم أقل نهاية الحرب لأن ذلك يتطلب معاهدة سلام مع الأطراف المتقاتلة وهذا محال من الناحية النظرية لإيران وحماس وحزب الله.
فشل الضربة
قد تكون الضربة العسكرية التي قام بها الكيان الصهيوني فجر اليوم الموافق 26 تشرين الثاني قد أصابت الأهداف التي حددها العسكريون لديه ولكنها لم تكن بالمستوى الذي هوّل نتنياهو وبقية أركان الحرب في حكومته وكذلك من المعارضة التي طالبت بالرد القاسي.
ودعونا نستقي من تصريح وزير الدفاع الصهيوني الذي اعترف بقوة الضربة الإيرانية حينما قال “إننا لن نسمح بإيذائنا”وهي إشارة واضحة للضربة الإيرانية وبكل ما تعرّض ويتعرّض له الكيان من ضربات حزب الله التي أوجعت الكيان عسكرياً ومعنوياً فبعد الاستهداف لقيادة حزب الله، ظن الكيان أنه أنهى هذا الحزب عسكرياً وأخرجه من المعادلة، وأنه سيدخل جنوب لبنان، ومقارنة مع حرب 2006 نسجل فشلاً ذريعاً لقواته البرية وكأن حزب الله ولد من جديد .
ففي الحروب عندما توعّد لمدة ثلاثة أسابيع بضربة قاسية واستراتيجية وتأتي النتائج بأقل من ذلك بكثير وهذا ما يلاحظه المراقبون وكأن رد الكيان يمكن وصفه بالمثل الشائع المستخدم في مثل هذه الحالة “تمخض الجبل فولد فأراً”.
تلميع الصورة
أولا : نرى أن المواقع الموالية والغربية تحاول أن تُلمع الصورة بأن الكيان استطاع تحييد الدفاع الجوي في إيران وأن طائرات الكيان تستطيع أن تصل إلى أبعد نقطة في أراضي الجمهورية الإيرانية.
ثانيا: أن الولايات المتحدة استطاعت أن تُلجم الكيان الصهيوني من خلال حجم الرد بوعود على الأرض في جنوب لبنان وما يتعلق بعودة الأسرى ليكون نصراً لنتنياهو وهو ما نسميه نجاح الصفقة .
لكنّ هذا الرأي قد لا يصمد لمن قرأ شخصية نتنياهو وإدارته للأمور في الكيان ولهذه الحرب فهو لا يوقف الاقتراح الأمريكي ولم يسمح سابقاً بالتدخل في القرارات العسكرية ولم يبلغ الولايات المتحدة إلا بعد قرارات التنفيذ .
كما أن الموقف الحرج للإدارة الأمريكية نتيجة قرب موعد الانتخابات وخروج بايدن من سباق الرئاسة يبعد هذا السيناريو، ولكنَّ الأمور لا يمكن أن نقيسها بوجود رئيس أمريكي من عدمه فالنظام العالمي وإدارة الصراع في المنطقة خاضع إلى حسابات أكبر من بايدن ونتنياهو .
كما أن اتصال ترامب المرشح المنافس للوصول إلى البيت الأبيض أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي أنه قال له “افعل ما تراه مناسباً”.
دعونا نفرض رأياً ثالثاً بأنَّ الكيان استوعب قوة إيران وعدم توسيع الصراع بهذا الوقت حتى الانتهاء من الجبهة الشمالية وعدم إعطاء الفرصة لإيران من الدخول مباشرة في الحرب لكي يبقى الحصار الذي تفرضه على حزب الله، ومنع وصول الإمدادات له بمعنى أن التركيز على الحرب مع حزب الله هو الأولوية الأولى .
وان الضربة لإيران جاءت لحفظ ماء الوجه، وهي من أبلغت إيران بأنها ستهاجمها كما روجت بعض وسائل الإعلام للكيان الصهيوني كما يتم تسريبها الآن.
ولكن هذا الأمر سيدفع ثمنه نتنياهو في الداخل المتعطش للدماء وطبيعة الشخصية الصهيونية التي لا تريد الرد فقط وإنما سحق العدو .
ما نراه أن هذه الضربة يتفتح أجواءً أُخرى ويبدو أن نتنياهو سيقتنع أخيراً باستحالة تنفيذ أحلامه عسكرياً و يدع المجال للدبلوماسية بإكمال تنفيذ أحلامه وهو ما يعزز نظرة العالم بأن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما في خندق واحد ولكل منهما دوره فالولايات المتحدة تريد أن تظهر بالولد الحسن الذي يزين الأمور والكيان الولد السيء الذي لايعرف غير العنف، وعلى المنطقة أن تختار مع مَن تتعامل
وما يتم ترويجه من حجم الدمار وهزيمة المقاومة باختيار التعامل مع الولد الجيد وهو ما يتمثل بالولايات المتحدة .
بينما الأمر الحقيقي ما زال على الأرض وهناك نجاحات حقيقية على الأرض سيما في جنوب لبنان وفي وصول صواريخ حزب الله إلى قلب تل أبيب وبقية المناطق في الأرض المحتلة مع مخزون كبير من صواريخ متعددة بالمدى وبالنوعية …