سعيّد وغالي وقمة “تيكاد 8” | بقلم خالد بوفريوا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
حاكم قرطاج يستقبل الأمين العام لجبهة البوليساريو على خلفية قمة تنموية يابانية إفريقية تحتضنها تونس خلال 27 و 28 أب / أغسطس الماضي.
ما سبب كل هذا الزعيق و الشحن العاطفي و الأصداء الجوفاء ما بين الإخوة المغاربيين ؟
نحن أبناء البيت المغاربي المتهالك، ونفهم بعضنا أكثر من وزير الخارجية الياباني ’’يوشيماسا هاياشي’’ الذي حضر للقمة على رأس الوفد الياباني.
الدولة الصحراوية اعترف بها المغرب في كانون الثاني | يناير سنة 2017 عندما عاد خائبا لأصله الإفريقي وأكد هذا الاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار في الجريدة الرسمية للدولة السلطانية التي تتذيل رقم 6539، بل الجلي من كل هذا؛ لماذا لا نرى الرباط تدبج البيانات تلو البيانات ذات الأهازيج الحادة و الشرسة عندما تستقبل إحدى دول أمريكا اللاتينية أو جنوب إفريقيا أو نيجيريا أو حتى دول القارة العجوز ؟ الأمين العام لجبهة البوليساريو و الوفد الديبلوماسي المرافق له، على شاكلة ما فعله رئيس بلاد شنقيط ’’محمد ولد عبد العزيز’’ إبان استقباله الحار لنظيره الصحراوي بمطار ’’أم التونسي’’ للمشاركة في أعمال الدورة العادية 31 لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي، لماذا حينها لا سفيرا تم استدعاؤه للتشاور ولا مقاطعة للاجتماع ولا حتى بيانات غاضبة على لسان الخارجية المغربية؟ !
سبق لجمهورية الصحراويين أن شاركت في الدورة السادسة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي المنعقدة بنيروبي – كينيا سنة 2016 والدورة السابعة المنعقدة بيوكوهاما – اليابان سنة 2019 ، كما شاركت وتشارك و ستبقى تشارك في اجتماعات (إقليمية و دولية) أخرى على غرار القمة الإفريقية الأوروبية المنعقدة في فبراير| شباط سنة 2022 بعاصمة التكتل الأوروبي. هذا واقع قانوني ذو أضلاع تقنية، بني الكوخ الإفريقي عليه ولا مناص من استحضاره وبناء حججنا عليه. فالاتحاد الأفريقي في مرحلة أولى، بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم قمة طوكيو الدولية للتنمية، قام بتعميم مذكّرة يدعو فيها كافة أعضاء هذا الاتحاد بما فيهم من تتجسد عضويتها في رقم 39 (الجمهورية الصحراوية) للمشاركة في فعاليات قمة ’’ تيكاد 8 ’’ بتونس، كما وجّه رئيس المفوضية الإفريقية في مرحلة ثانية، دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور هذا الحدث، وتأتي هاتان الدعوتان تنفيذا لقرارات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في اجتماعه المنعقد بلوزاكا – زمبيا يومي 14 و15 يوليو | تموز من السنة الحالية، حيث أكّد القرار على ضرورة دعوة كافة أعضاء الاتحاد للمشاركة.
الرباط تريد شوشرة ديبلوماسية إلى حد يتجاوز استدعاء السفراء فيما بينهم، لأنها متخوفة وغير راضية من هذا التقارب التونسي – الجزائري الذي تجاوز الدعم والإسناد الاقتصادي الجزائري لتونس خلال الهزات الأخيرة، بل ترجم للإصطفاف و التعبير العلني عن المواقف، وفي انتظار أن تتعافى ليبيا من مخاضها الانتقالي وموريتانيا المستعدة دائما، ليتم إعادة النظر كليا في ’’معاهدة مراكش للاتحاد المغاربي’’، و لم لا خلق أضلاع جديدة 5+1. وشكرا لمن جلب لنا كيان بريتوريا العنصري الجديد الذي حل على مشارف الرقعة المغاربية الأكثر و الأشد ارتباطا بالحق الفلسطيني ” و يا جبل ما يهزك ريح”.
زبدة الحديث الآن :
تونس الرسمية لا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية ولا تعترف بالدولة الصحراوية، اللهم تونس البوعزيزية من نبتت على أظافرها ياسمين الثورة. والحق يصطف دائما عند رصيف الشعوب كما يقال، و الجميع يعرف أن استقبال الأمين العام لجبهة البوليساريو يكاد لا يتجاوز الإطار القانوني لاتحاد الأفارقة كما أسلفنا الذكر. لنكف إذن عن التغريد و التغريد المضاد ولنخفض من شحناتنا العاطفية التي لن تتجاوز عمر ’’قمة تيكاد 8’’.
وكل قمم وأنتم …