مونديال العرب… لا يصح إلّا الصحيح | بقلم د. رنا منصور
إذا كانت كرامة العرب على الصعيد الوطنيّ باستعادة فلسطين، فكرامة العرب على الصعيد الرياضيّ حققتها الدوحة بعرس المونديال وبمفخرة لا مثيل لها.
إنّ أعداء العرب والعروبة والإسلام حاولوا على مدى ثلاثة عشر عاماً أو أقل بشتى حملات الكذب والإفتراء والتضليل بأنّ لن تحصل بطولة العالم لكرة القدم في دوحة العرب والإسلام دوحة قطر بحجة أنّ المواصفات الأولمبيّة غير دقيقة وليس باستطاعة قطر أن تقوم ببناء ورش وبنى تحتيّة وملاعب لهذا الحدث الكبير. وها قد فاجأت دوحة العرب العالم بالحدث الرياضيّ الكبير وبتجهيزها لأفخم الملاعب الرياضيّة العالميّة من أجل بطولة العالم التي حقّقت الموافقة عليها منذ أحد عشرة أو إثنا عشرة سنة على الأقل. وهكذا أعطت قطر المصداقيّة إلى العالم أجمع بما فعلته خلال هذه المدة واستضافت العالم بأكمله لبطولة كرة القدم، وها هي تُسحر العالم بما قدّمته من ملاعب وتجهيزات بعد أن افتتحت هذا الحدث على أرضها بحضور كل فرقاء وجمهور العالم أجمع.
إن فوز قطر بأخذ هذا الحدث الرياضيّ العظيم وهذا الحشد الإنسانيّ الكبير جعل الجميع يعترف لها بأنّها دولة تستحق الإحترام خصوصاً أنّها تتمسك بمبادئها وقيمها الإجتماعيّة أثناء الإحتفال بهذا الهدف الرياضيّ. لقد رفضت كل أنواع سلوكيّات الشذوذ التي تنخر في المجتمعات الغربيّة وهي تحافظ على إسلامها وتعطي فكرة عظيمة عن الإسلام والدول العربيّة من المحيط إلى الخليج. وقد أثبتت قطر ذلك عند افتتاحها هذا الحدث بتلاوة آية من القرآن الكريم: “وخلقناكم أمم وشعوب لتتعارفوا” للرد على الحملات الشعوبيّة الرخيصة التي استهدفت وتستهدف الدول العربيّة جمعاء.
أكّدت قطر أنّ العروبة قادرة على إستيعاب كل التنوّعات الدينيّة والعنصريّة وأنّ أراضي العرب هي مهد الديانات السماويّة الثلاثة وأنّها تحترم كل الديانات وتنبذ العنصريّة لأنّ التسامح والتعاون والمساواة هم الأبرز لما فيه خير البشريّة جمعاء بعد أن جسّدت ذلك على أرضها.
إنّ قيام بطولة كرة القدم على أرض الدوحة هو عز للعرب وتأكيد للعالم أجمع على أنّ للعرب وللعروبة قضيّة فلسطين هي الأساس وأنّ العالم العربيّ وأرض العرب قد وهبهم الله النفط والغاز والأديان السماويّة، وأن قطر هي مفخرة العرب.
تحيّة من القلب لقطر وأتمنى على سياسيّ الدولة اللبنانيّة، وحتى لو سطا البعض منهم على مالها العام ولم يعد هناك من فلس في خزينتها، هؤلاء الذين أثروا على حساب شعب لبنان أن يُفرحوا قلوب بعض اللبنانيّين ويسدّدوا ما عليهم من أجل نقل هذه المباراة على تلفزيون لبنان الرسميّ. ألم يقتنعوا أنّ الشعب اللبنانيّ الفقير يُؤيّد هذه اللعبة الشعبويّة ويريد أن يُبلسم جراحه؟ ألم يجمعوا المليارات على ظهره ويُحولوها إلى الخارج؟ ألا يستحق هذا الشعب اللبنانيّ الفقير أن يُشاهد على شاشة التلفاز وعبر القناة الوطنيّة هذه المباراة التي تجري على أرض العرب. أقول لبعض هؤلاء السياسيّين الذين أثروا وهم معروفون: “إتقوا الله، ساعدوا الشعب اللبنانيّ بلقمة عيشه وببعض من الفرح لقلبه لعلكم تكفّرون عن ذنوبكم بما ارتكبتم من سرقة للمال العام وإفقار للشعب”.
حيّا الله الشعب العربيّ، وحيّا الله الشعب اللبنانيّ، وفي النهاية لا يصح إلّا الصحيح.