هل بإمكان الأحزاب العراقية الحوار .!؟ | بقلم علي الهماشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
بادئ ذي بدئ أود أنْ أُوضح أن الحوار يجري بين طرفين مختلفين أو متفقين
وقد يجري بين مجموعات وتيارات أيضًا.
والحوار الذي لا هدف أو نتيجة فيه يسمى حوارًا عقيمًا أو لا طائل منه .
في الأزمات السياسية نجد أن هناك رجالا أو شخصيات تكون مفاتيح لاي انغلاق سياسي مهمتها فتح القنوات أو لنقل الثغرات من أجل الوصول الى تفاهمات معينة في تقريب وجهات النظر لتفكيك الازمات ،قبل أن تتحول الى كوارث إن جاز التعبير ،ويبدو أن هذا الامر يكاد يكون معدوما هذه الأيام .
وأعود للتساؤل المفترض هل بإمكان الأحزاب العراقية أن تتحاور ؟
لاشك أن مسألة الحوار بحاجة الى شخصية مرنة ولا أعني بالمرنة أنها سهلة الانقياد أو أنها قابلة للتنازل عن مبادئها ،ولكن المرونة هي تقبل الاخر .حتى الاحزاب والشخصيات الاصولية يجب أن تتحلى بالمرونة !.
وربما كانت الشخصية العراقية صلبة نوعًا ما ،وتتصف بالعناد عندما تختلف مع الاخر ،لكنها مع ذلك تحمل طيبة كبيرة ،وقد تحدث بعض الكلمات أو المبادرات تغييرًا كبيرًا في مواقفه فاغلبنا من نوع “شيمه واخذ عباته”.
لكن خلافاتنا الاجتماعية ننظر لها على أنها مسألة حياة أو موت ،فكيف هي النظرة للخلافات السياسية ؟بالتأكيد لن تقل عن الموضوع الاجتماعي .
لاشك عندي أن الخلاف السياسي في نقطة أو نقطتين تتحول الى مسألة حياة أو موت بالنسبة للكثيرين ممن طفى على سطح الأحداث ووجد نفسه متصدرًا للمشهد دون تخطيط منه بل جاءت بهم الصدفة !.فنرى العصبية والتطرف في المواقف، ولا أُغالي إن قلت أنَّ هناك تخبطًا في الكثير من المواقف ،ويصعب أن تحدد ردود الأفعال كما هي الفرس الجامح التي تُعصب عيناها وتتركها لتركض دون هدف .
مشكلة السياسين أنه يرى في الخلاف مع الاخر كما أشرت مسألة وجود ،ولهذا يسعى الى إزاحته كمنطق إخوة يوسف(ع) {اقتلوا يوسف أو إطرحوه أرضا يخلو لكم وجه أبيكم } أو عدم التقرب منه في أحسن الأحوال .
هذه الحالة التي تكاد تكون الحالة العامة لطيفٍ واسعٍ من السياسين وأجده متجسدًا اليوم بسبب أزمة نتائج الانتخابات التي أحدثت شرخا كبيرا في الواقع السياسي المهتز أصلًا .
فلا نجد أُفقًا للحوار وكأن القوم بعيدين عن هموم الوطن والمواطن ، مع أن مسؤولية السياسي الاولى أن يبحث عن الحلول لا أن يخلق المشاكل ألم يقال “أن السياسة هي فن الممكن”؟ .
ولكن الحال للكثير من السياسين من خلال تصريحاته المنفعلة أو من خلال تحركاته الخاطئة أنه يخلق المشاكل أو يبحث عنها .
ومن المؤسف القول أننا لانملكُ عقولًا تفكرُ بطريقةٍ ستراتيجيةٍ وإن وجدت فإنها تختفي في ظل ارتفاع أصوات الجهلة الذين يملؤن الواقع ضجيجًا ،وتراهم يتصدرون المشهد الاعلامي لتزيد من انعدام الثقة للمواطن بالطبقة السياسية .
لابد لمن يملك روح المسؤولية أن يسعى لفك الاشتباك -إن جاز التعبير- ولانريد للامور أن تصل لكسر العظم وأن نسعى للحلول الوسط ونفوت الفرصة على من حاول ونجح لحد الان في (نصف المهمة المرسومة ) في إيصال الامور إلى ما وصلت إليه ،لكنه لم يكسب الحرب بعد، نعم كَسَبَ جولةً أو معركةً واحدةً ،ولكن العبرة بالخواتيم ،وهذه مهمة الحريصين على العراق .
وإن استطاعت بعض الشخصيات الموزونة أن تقبل بالحوار والتفاوض فهذا يعني أننا سنفوت الفرصة على من يريد السوء بالعراق .
نفوت الفرصة على من يريد إنهاء العملية السياسية والتأسيس لجمهورية العراق الثانية بعد جمهورية صدام وجمهورية العملية السياسية بعد التغيير في 2003
فهل نجد من الاحزاب السياسية من يصغي لصوت العقل ؟ ويجلس على طاولة الحوار
طاولة مستطيلة ،مربعة ،مدورة أو ثنائية، المهم أن ننتقل لمرحلة الحوار ونرفع الايدي عن زناد البنادق …
نريد حوارًا منتجا يكرس مصلحة العراق والعراقيين أولاً واخيرًا وإلا فلا فائدة منه
فهل سيتحلى الأخوة بروح الحوار هذا ما نحتاجه إن وعى القوم ما يتم التخطيط ضدهم .