هل تخلى السيد مقتدى عن الاصلاح ؟ | بقلم علي الهماشي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
دأب السيد مقتدى على أن يكون شعاره الاصلاح وأراد أن تكون إحدى ألقابه المصلح أو راعي الإصلاح ،والتي يذيل بيها بياناته وتغريداته المتعددة ،إضافة الى القابه وأسمائه الأُخرى،وسأناقش علاقة الانسحاب بالاصلاح ،ولكن قبل أن أصل الى النتيجة لابد من مناقشة أثار الانسحاب على كتلة السيد مقتدى السياسية -إن استمر بقرار الانسحاب -و على وجوده في البرلمان والحكومة القادمين.
إن إعلان السيد مقتدى انسحابه من الانتخابات القادمة يعني عدم وجود كتلة سياسية تابعة له في البرلمان القادم ، بالرغم من بشارته لأتباعه قبل أيام بأنه الوحيد القادر على إحداث التغيير ،وسيمنع التدخل بالعراق أيا كان المتدخل من الشرق أم من الغرب .
لقد بشر أعضاء التيار في مقابلات تلفزيونية متعددة طيلة الفترة الماضية ، و مؤيدو السيد مقتدى الصدر بأن رئيس الوزراء القادم منهم وليس مستقلاً أو مؤيداً من قبلهم بل (قُح )على حد تعبير السيد مقتدى .
وأن هذا التيار سيفوز ب100مقعدٍ نيابي وستكون الكتلة الاكبر التي ترشح رئيس الوزراء للحكومة القادمة .
واعلان السيد الاخير يعني عدم وجود كتلة صدرية (قُح) ولا رئيس وزراء صدري (قُح) .
وهذا كله كان كلاما افتراضيا لأعضاء التيار الصدري بفوزهم المستقبلي بالانتخابات .
وقد شجعهم ذلك بعد حصولهم خلال السنتين الماضيتين على مواقع مهمة في أجهزة الدولة ضمن الاتفاق بينهم وبين الفتح في تشكيل حكومة السيد عادل عبدالمهدي ،كما أن وصول الكاظمي منحهم مواقع أُخرى مما جعلهم مؤثرين حقيقين في مفاصل الحكومة المختلفة وهو ما منح أعضاء التيار الثقة المطلقة بفوزهم بالانتخابات القادمة حسب المقولة الرائجة في العرف السياسي العراقي (أن مَنْ في الحكومة هو الفائز الاول).
طبعا ما قلته أعلاه لايعني أنم لم يكون مشاركين في الحكومات قبل عبدالمهدي أو لم تكن لهم مواقع مهمة في الدولة العراقية!.
إن فرص الفوز كله مرتهن بإرادة الشعب ونسبة المشاركة في الانتخابات القادمة وقد شاهدنا الأثر المترتب في نتائج الانتخابات الماضية نتيجة ضعف المشاركة وعزوف الجماهير عنها ، بالرغم من الاعلان من المفوضية المستقلة للانتخابات عن النتائج الرسمية للمشاركين التي لم تكن تتناسب وحجم الجماهير المقبلة على الانتخابات مما سمح بالتزوير ،وأدى الى فوز أو تزايد مقاعد المنظمين والتي تتبع مرجعيةًغير مرجعية السيد السيستاني وجماهيرها منظمة مدربة على الانتخابات أو لنقل أنها موجهة بدقة فحصلت سائرون والفتح على مقاعد أكثر من المتوقع على حساب كتلتي النصر والقانون .
ونعود للتساؤل حول تخلي السيد عن الاصلاح أم لا ،فنأتي بالنتيجة التالية تأسيسا على ما ستؤول إليه غياب كتلة سائرون عن البرلمان وربما الحكومة أيضا.
ويكون الجواب كالتالي أن الاصلاح الذي يريده السيد مقتدى لن يحصل لعدم تواجد (القُحين) الذين يدخرهم للمرحلة القادمة نتيجة انسحابه من الانتخابات .
فالاصلاح بحاجة الى قرارات تنفيذية والى قوة الاجراءات وهذا لايتوفر فيما لو استمر القرار على هذا النحو الذي تفضل به السيد مقتدى في بيانه الأخير المتلفز .
فهل وجد السيد مقتدى صعوبة أو استحالة الاصلاح بطريقة الانتخابات ليلجأ الى طريق آخر ؟
أم إن السيد مقتدى تراجع عن ذلك بعد أن بشر أتباعه بالاستشهاد ،ووجد ركوداً في حركة أعضاء التيار ،أو أنهم لايختلفون عن أقرانهم في الاتهامات الموجهة اليهم .
أو أن السيد مقتدى يرى فعلا أن هناك تهديداً لحياته فيما لو مضى بقراراته التي اعلنها قبل ايام من بيان الانسحاب ،ويبدو أن تغريداته بعد قرار الانسحاب وذكره للنبي موسى (ع) قد توحي بالخوف ،مما يعني أنه فعلاً يشعر بوجود تهديدٍ حقيقي على حياته .
هذه القراءة كفيلة ببقاء السيد على قراره ،أم يفاجئنا بقرار آخر ،وهو السياسي الوحيد الذي تؤخذ قراراته على محمل الجد من قبل الكتل الاخرى ،ومن قبل الحكومات العراقية منذ حكومة الجعفري حتى حكومة الكاظمي .