رغم الترحيب الذي لاقاه صهر الرئيس الأمريكي منذ شهور في الأوساط الإسرائيلية وذلك خلال جولته التاريخية في الشرق الأوسط، إلا أن ثمة بعض الجدل الثائر حاليا حول جاريد كوشنر، فقد اتهم زعيم المستوطنات الإسرائيلية وأحد المؤيدين البارزين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مستشار البيت الأبيض بخيانة رئيس الوزراء من خلال إبطاء تنفيذ عملية ضم الضفة الغربية.
وقد أفادت صحيفة واشنطن بوست أن ديفيد الحياني ، رئيس مجلس “ييشا” وهي منظمة شاملة للمجالس البلدية للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والذي يدير أكثر من 150 مستوطنة ، أدان كوشنر لتعمده تضليل نتنياهو بعد تأييده لخطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقال الحياني لصحيفة واشنطن بوست “كوشنر أخذ سكينًا ووضعه في ظهر نتنياهو”. “كوشنر ضلل رئيس الوزراء. لقد ضلل الجميع. كان يعلم لفترة طويلة أن نتنياهو يريد إعلان السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت – لقد قال ذلك مرات عديدة خلال العام الماضي. إن السادة حقا لا يتصرفون على ذلك النحو”.
وتابع الحياني قائلاً إن كوشنر ، صهر ترامب ، قد يتسبب في خسارة نتنياهو في انتخابات 2 مارس القادم، إذا تراجع عن قرار ضم المستوطنات على الفور.
وقال زعيم المستوطنين إن مسؤولًا أمريكيًا رفيعًا أخبرهم أنه إذا لم يوافق الفلسطينيون على خطة ترامب للسلام في غضون 48 ساعة ، فسيُسمح لإسرائيل فورا بضم أكثر من 30 بالمائة من الضفة الغربية. لكن يبدو أن شئ ما قد دفع الإدارة الأمريكية نحو العدول عن ذلك القرار. وذلك حين أبلغ كوشنر المراسلين ، والمسؤولين الإسرائيليين ، أن قرار الضم يجب أن يتم إرجائه حتى نهاية الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.
وبعد الظهور المثير للجدل للرئيس الأمريكي بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي نهاية الشهر الماضي حينما تم الإفصاح علانية عن بنود خطة السلام الأمريكية، أكد نتنياهو للمراسلين بأنه سوف يقوم بإخضاع قرار ضم الضفة الغربية للتصويت خلال الاجتماع الوزاري المقبل والمزمع عقده في غضون ايام- على حد زعمه- إلا أنه منذ ذلك الحين لم يدعو لعقد أي اجتماع من الأساس.
وقد أعرب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان عن تأييده لرئيس الوزراء الإسرائيلي في بادئ الأمر ، قائلاً إن توقيت التصويت كان خيار إسرائيل ، لكنه تراجع لاحقًا وقال إن الضم سيتطلب قرار لجنة أمريكية إسرائيلية.
وسوف يخوض نتنياهو السجال الانتخابي للمرة الثالثة في غضون عام، وذلك بعد فشله في تشكيل حكومة جديدة بعد انقضاء دورتين انتخابيتن سابقتين. هذا فضلا عن اتهامه في بعض قضايا الفساد مما قد يخضعه لمحاكمة علنية قريبا.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا