واقع الشيعية السياسية اليوم : مهداة إلى الإمام الرمز السيد موسى الصدر | بقلم د. أحمد عياش
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
التواصل بين القلوب انتهى، رجال السياسة مصرون على الطلاق، الجميع يكذب، الحق والحقيقة ليسا من اهداف احد، كل طرف يحاول ويسعى لما يبقيه حاضراً بقوة ولو على ضريح وطن.
انهيارات الدولة ليس صدفة، تراكم الفساد وتراكم الديون وتراكم الصفقات المشبوهة حصلوا عن سابق تصوّر وتصميم.
كل ما نشاهده مخطط له بدقة وبعناية، المتآمر اذكى بكثير من فلاسفة السياسة والاقتصاد والدين في لبنان…
ما كان الانهيار ليتم وقفه، ما كانت الفاجعة لانقاذ الناس.
ما يحصل له ثمن…
بعد الانتهاء من مهمات وكلاء العدو ، حضر العدو الاصيل بنفسه ليشرف على التفاصيل الاخيرة للانهيارات المالية-الاقتصادية…
من اهمل او تقاعس عن دوره في متابعة التفاصيل المالية والنقدية للدولة سيدفع الثمن لأنه لم يسمع شرفاء لطالما حذروا من الكارثة الوطنية.
الا ان العنجهية والثقة الزائدة بالنفس والافراط في الاتكال على الرب وعلى القوة وليس على العقل وعلى الارقام وعلى التحليل وعلى التحذيرات ستؤدي الى دفع اثمان باهظة…
لا يحق لقيادات الشيعة الكلام عن مؤامرة الآخرين وهم الممسكون بالقبضة المالية للدولة:
1-وزير المالية.
2-المدعي العام المالي.
3-رئيس ديوان المحاسبة.
4-النائب الاول لحاكم مصرف لبنان.
5-رئاسة المجلس النيابي منذ اكثر من 25 سنة.
وتفاجأت القيادات الشيعية بالواقع الاقتصادي الحالي و المرير .
هذا يعني شيئا واحدا، اما القيادات الشيعية تعلم وسكتت لاساب مجهولة لنا وهذا عمل مشبوه وإما لا تعلم فعلا وهذا يعني ان ممثلي الشيعة في الدولة غير كفوئين وفاشلين ومهتمين بامور دنيوية على حساب المؤمنين وهذا اكثر شبهة.
من يريد مواجهة الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل والسعودية وداعش والنصرة والامارات وقطر ونصف العالم ويعلم ان رأسه هو المطلوب عليه تحمل تبعات سوء ادارة الصراع ودفع الاثمان.
الا ان الاثمان يدفعها دائما الابرياء الشرفاء لتهمة الانتماء واللون واللهجة والايمان نفسه…
ما الذي يلزم المسيحيين والدروز الذين لا يؤمنون بظهور الامام المهدي ولا بمعركة قرقيسيا والذين لا تهمهم معركة هرمجدون تحمل تبعات توجهات اسلامية شيعية ضبابية.
او طموحات سنية اخوانية تدعو للخلافة من جديد.؟
يبدون اهل السنة دائما ضعفاء و مهزومين ومغلوب على امرهم الا انهم يخرجون دائما من كل معركة منتصرين بلا قتال، لانهم يديرون الصراع بحنكة اكبر ويتحالفون مع الاقوياء دائما وليس بالضرورة مع من يرفع شعار الحق والعدالة.
ما نفع شعار الحق والعدالة والاعداء يتكاثرون.
انهيارات الدولة تستهدف الصواريخ الدقيقة والتحالف ما خلف البحار مع الجمهورية الاسلامية في ايران ويستهدف اقناع الجميع بخط انبوب نفط-غاز مشترك مع العدو الاصيل لتصديره الى اوروبا ويستهدف حماية الحدود الفلسطينية الشمالية…
عدا ذلك، كلام رثاء او غزل كاذب…
كثير من اللبنانيين لا تعني لهم فلسطين شيئاً.
يقدمون لبنان على اي شعار آخر لانهم يتضورون جوعا وقهرا.
سوء ادارة الصراع الاكبر وسوء مراقبة ادارة الدولة اوصلا الطائفة الشيعية الى مكان ليس مريحا ابدا.
ليست البطولة حُسن ادارة مستشفى او هيئة، البطولة ان دخلت دولة ان تعرف كيف تديرها…
اتيتم بفاشلين لم يترك واحد منهم انحازا وطنيا يُذكر.
كل العجب لماذا ما زال المسيحيون موجودين في العقد الاجتماعي المزيف في لبنان، تأخروا باعلان الفدرلة.؟
البطرك يعرف ويتحدث ايضا بالسياسة.
نتحدث بنفس طائفي لان الاحزاب الحاكمة الفاشلة هي احزاب الطوائف وطوائف الاحزاب ولنثبت ان الطوائفيين لا ياتون بالانقاذ ابدا.
اغلب المسيحيين والدروز وكثير من السنة لا يريدون قتال اسرائيل ولا يعنيهم تحرير فلسطين و هم مقتنعين ان الشيعة في لبنان ليسوا الا فيلقاً احتياطيا لجيش الامام المهدي(عجل الله فرجه) التي تقوده ايران.
لا انهيارات مجانية وبلا سبب…
الاميركي والاسرائيلي ومعهما السعودي والاماراتي والقطري على اقل تقدير يعرفون كيف ينتقمون وجماعتنا هنا يريدون القتال بلا خطة اقتصادية-مالية-تربوية-نقدية مقاومة…
السعودية والامارات وقطر والاردن والمغرب ومصر وتركيا وحتى السلطة الفلسطينية نفسها يرفعون علم اسرائيل.
هذه حقيقة ايضا.
نحن مع السفن الاتية من خراسان الا انها لا تكفي وتاخرت كثيرا.
ضاعت اموال المودعين في المصارف والتي اغلب اصحابها من الشيعة الميسورين علما ان اغلب اصحاب المصارف ليسوا من الشيعة،المودعين الشيعة صمام امان بيئة المقاومة ، لم يدافع عنهم احد، تركوا لاقدارهم…
يبدو لم تعتبروا هذا جزءا من المؤامرة المالية وهذا قصر نظر نضالي.
فان كنتم طائفيين كباقي الطائفيين طبعا فقد فشلتم بحماية ابناء طائفتكم .
لا حل الا بالفكر الوطني.
لا خلاص الا برحيل الطائفيين.
مقاومة المحتل لفلسطين يجب ان تحمل شعارا اخلاقيا انسانيا وليس اسلاميا دينيا بدلالات تاريخية ذات حدّين، لاختراق العقل الغربي ولاختراق عقل الاديان والطوائف ليتحقق الانتصار الحقيقي…
لطالما طالبنا بتوحيد الخطاب الجهادي.
وحدوا الخطاب الاعلامي لانهم متنافرون طائفيا.
هذه حقيقة ايضا.
تأخر المسيحيون والدروز باعلان موافقتهم على الفدرلة…
الفدرلة بمعنى اللامركزية وكل قضاء يدير نفسه.
نحن اسوأ، نريد التقسيم، بين اناس يريدون القانون واناس لا يريدونه.
اجمل مهرجان غنائي في بعلبك اقيم ذات يوم في المنطقة الشرقية ذات الاغلبية المسيحية…!!!
لا قيامة الا بوطنيين شرفاء.
استشهد الامام موسى الصدر وبقيت ذكراه خالدة في قلوب الشرفاء واسمه يخيف من استغل اسمه وراكم المناصب والثروات.
مقالات ذات صلة: