الصين والدول العربية معًا نحو مستقبل واعد | بقلم محمود الحمصي
بعد عقد القمة العربية الصينية بحضور قادة الدول العربية والرئيس الصيني شي جين بينغ في الرياض بهدف تعزيز العلاقات العربية الصينية في مختلف المجالات التنموية، بدأت المنطقة العربية مرحلة جديدة من التقدم والنهوض والتي سترتقي الى نقطة تحول باهرة من التعاون الاستراتيجي الى مستقبل واعد يحقق الامن والسلام والذي يدفع الى التنمية المستدامة والازدهار للجانبين.
يمر العالم بمرحلة مليئة بالمتغيرات وتواجه الصين كما الدول العربية تحديات تتطلب مواجهتها فمن ظاهرة انتشار التطرف والازمات الوبائية والمناخية، الى الحرب الاوكرانية الروسية وصولا الى ازمة الغذاء والطاقة وانتشار الاسلحة النووية، ولد حاجة ورغبة مشتركة لدى الجانبين بضرورة تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز التعاون الاستراتيجي بهدف الوصول الى التنمية المستدامة والازدهار الذي لن يحقَّق سوى بتحقيق الامن والسلام في العالم.
ان من النادر جدا بالنسبة للدول العربية الاتفاق على مبدأ جدي اتجاه جمهورية الصين الشعبية والذي قد يصحب معه توقعات قوية تؤدي الى النمو الاقتصادي لكلا الطرفين. تاتي هذه القمة بعد التعاون المسبق الذي حقَّق اهدافه وعزز الترابط والسلام في حين تعيش الدول العربية على مفترق طرق وتحت تاثير قضايا اقليمية ساخنة وتحت تاثير الصراعات الجيوسياسية وقد عانت مؤخرًا من تاثير الربيع العربي وبالرغم من ان الدول العربية دولا غنية بالطاقة وسباقة للتقدم ومندفعة نحو تحقيق الازدهار وشعبها على قدر كبير من الثقة والنشاط الذي استثمر بالمعرفة وحقق العديد من النجاحات في مختلف المجالات الى ان الدول العربية مازالت عارية نوعا ما من الاكتفاء الذاتي فقد تابعنا كيف اثرت ازمة كورونا على اغلاق الموانئ وحركة التنقل وانخفاض الانتاج وارتفاع الاسعار وقد تابعنا ايضا تاثير الحرب الاوكرانية الروسية على فقدان وارتفاع اسعار السلع وكان التخوف من مجاعة وشيكة لولا التسارع الدولي في ايجاد حلول سريعة. ان هذه القمة هي بداية رسم خارطة طريق وتاسيس للمستقبل لتحقيق التكامل الاقتصادي على مختلف المجالات الزراعية والغذائية والامنية بفضل مساعي الحكومة الصينية للاسهام في نشر الامن السلام والتنمية الازدهار.
لطالما كان التعاون والسلام بين الدول العربية والصين قائما في مختلف المجالات وقد اتسع نطاق هذا التعاون في مجالات عدة من الطاقة الى الزراعة والصناعة وصولا الى الاستخدام السلمي للطاقة النووية وكان التعاون مثمرًا مما عزز اجراء هذه القمة لتطوير التعاون الموجود. لقد شاركت الصين على مرَّ التاريخ مصاعب الدول العربية في النضال من اجل التحرر الوطني وان ما يجمع الجانبين هو رفض العنف والكراهية وجميع اشكال التمييز والهيمنة وسياسة القوة واحترام حقوق الانسان والسيادة والاستقلال ووحدة الاراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وان ما يميز علاقة الدول العربية بالجمهورية الصينية هي الثقة المتبادلة التي تعد اهم مورد بين الجانبين.
ان من الواضح ان مستقبل العلاقة بين الدول العربية والجانب الصيني التي تسير بوتيرة متسارعة نحو التعاون والتفاهم المشترك هو مستقبل واعد ومشرق كونه قد يحقق الامن والسلام والتنمية المستدامة وان تعزيز هذا التعاون له تاثير عميق على الشراكة الاستراتيجية وان من نتائج هذا التعاون الاستراتيجي هو تحقيق السلام والعمل على مكافة الارهاب وازمة المناخ والاوبئة وانتشار الاسلحة النووية وايجاد حلول سلمية للملفات الساخنة بالاضافة الى توطيد علاقات الصداقة التي تجمع الشعبين العربي والصيني في مختلف المجالات الثقافية والسياحية والرياضية.
لقراءة الأجزاء الـ19 السابقة من ملف القمم العربية الصينية : اضغط هنا