تعميق الشراكة الصينية العربية في مؤتمر بين بيروت وبكين : الارتقاء بالتعاون إلى مستويات أعلى وأعمق
نظم، قبل ظهر الأربعاء، مركز التعاون الاقتصادي الصيني والجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية، مؤتمراً صينياً عربياً تحت عنوان “تعزيز بناء المجتمع الصيني العربي بمستقبل مشترك للمضي قدماً بشكل أعمق وأكثر عملية”، على الجزء الرابع من كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ “حول الحكم والادارة”. شارك في المداخلات التي عقدت حضورياً في بكين وبيروت، وعبر تطبيق “زووم”، عدد من الشخصيات التي تحدثت من مناطق الصين ومن الدول العربية.
استهل المؤتمر بمداخلة من السيد يانغ سونغ، رئيس المركز الصيني للتعاون الاقتصادي التابع للحزب الشيوعي الصيني حيث أشار الى أهمية العلاقات الصينية العربية واستعداد الصين لبذل كل الجهود لتطويرها حيث تأتي في هذا الاطار القمة العربية الصينية المزمع عقدها هذا العام في السعودية. وادار الجلسات رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية السيد قاسم طفيلي ونائب رئيس مركز التعاون الاقتصادي يانغ سونغ.
وكانت البداية مع السفير الصيني في لبنان تشيان مينجيان، أكد فيها أهمية كتاب الرئيس الصيني لاسيما الجزء الرابع منه. ورأى أنه “أجاب بوضوح عن سلسلة من الاستراتيجيات الجديدة حول الحكم والإدارة، مثل ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد، وطرح بوضوح سلسلة من المبادرة الصينية مثل بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ودفع تغيير وتحسين منظومة الحوكمة العالمية، وصيانة تعددية الأطراف الحقيقية وتطبيقها، وتعزيز التطور العالي الجودة لـ “الحزام والطريق”.
وتابع مينجيان: “إن سفارة الصين لدى لبنان على استعداد للعمل مع الشخصيات من الاوساط المختلفة في لبنان، على تقديم إسهامات إيجابية لدفع تبادل الخبرات بين البلدين حول الحكم والإدارة”. كما تكلم في الجلسة التي استمرت ساعتين ونصف الساعة، على التوالي، كل من وزير المالية اللبناني السابق، الدكتور جورج قرم الذي أشار إلى “أهمية اللقاء بين شخصيات صينية وعربية، في تفاعل مميز لإعادة إحياء الروابط التاريخية المنسية بين العرب والمسلمين من جهة، وبين العالم الصيني من جهة أخرى. فالفترة الاستعمارية الغربية الطويلة محت من الذاكرة وكتب التاريخ العربية الحديثة كثافة العلاقات الصينية العربية الماضية”. وكانت المداخلة الثالثة لوو هاوتان من مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (الأكاديمية الوطنية للحوكمة) فقدم فيها محتوى كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ.
من ناحيته، شدد د. عماد حب الله، وزير الصناعة السابق في لبنان، “على الفائدة الاقتصادية والمالية والقطاعية العظيمة للصين ولشركاتها ومستثمريها، من خلال مشاريع تقيمها في لبنان الذي يستفيد أيضاً من ربط أسواقه بالصين”، ودعا إلى استثمارات في مجالات مختلفة للصين في لبنان، وإلى إمكانية عقد اتفاقيات مثمرة للطرفين، تضخ مليارات الدولارات، في دورة لبنان الاقتصادية، و”يمكن للشركات الصينية تأمين بيئة اقتصادية حاضنة، وللبنان أن يكون حلقة الوصل للاقتصاد الصيني مع الاقتصادات العربية والإفريقية التي يمكن فيها للمغتربين وانتشار اللبنانيين أن يكونوا ذخراً للتعاون مع الشركات الصينية”.
شياو نينغ نينغ، العضو الدائم في لجنة مقاطعة شينغتانغ للحزب الشيوعي الصيني ونائب رئيس مقاطعة شينغ تانغ في مقاطعة خبي، تحدثت عن التجربة المحلية في الحد من الفقر والسعي لتحقيق الرخاء المشترك. وأكد الدكتور أحمد السعيد، المؤسس والمدير العام لمجموعة بيت الحكمة في مصر، أهمية كتاب الرئيس الصيني “حوكمة الصين، على المستويين العالمي والعربي، ومساهمة “بيت الحكمة” في ترجمته وتوزيعه في العالم العربي.
وشارك باي يوجين، مدير مكتب الشؤون الخارجية في منطقة نينغشيا، ذاتية الحكم لقومية هوي، متحدثاً عن التجربة المحلية، أيضاً، للعيش بانسجام مع الطبيعة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي كلمته، ركز أحمد الحلايقة، المستشار الخاص للمشاريع الاستثمارية في الأردن والمدير العام السابق للمناطق الحرة ومناطق التنمية في الأردن، على أهمية موقع الأردن في جذب الاستثمارات الصينية، لا سيما في المجال الزراعي. وقدم وانغ هوينونغ، نائب مدير مركز تنمية وبحوث حكومة بلدية شنتشن إنجازات شنتشن في السعي لتحقيق تنمية عالية الجودة. وتحدث د. عماد الأزرق، رئيس مجلس إدارة مركز التحرير للدراسات والبحوث في القاهرة، عن أهمية العلاقة بين الصين والعالم العربي، متوقفاً عند حضور الاقتصاد الصيني في العالم والعالم العربي. وقدم وانغ لي، المدير العام لشركة الشرق الأوسط الإقليمية الصينية (CRCC)، إسهامات الشركة التي يديرها في تعزيز “مبادرة الحزام والطريق” عالية الجودة. أما الدكتور خالد ميار الإدريسي، رئيس المركز المغربي للدراسات الدولية والمستقبلية في الرباط، أكد جهوده مع فريق عمل مغربي، لتسهيل الولوج الصيني الى المغرب، وأنهم في طور تحقيق وساطة مهمة في ذلك.
يذكر أن صدور الجزء الرابع من كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ “حوكمة الصين”، يأتي على أبواب المؤتمر الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني، ليشكل مادة نقاش ومناسبة لفهم أوسع لأفكار الرئيس، لاسيما ما يتصل منها بفهمه لبناء اشتراكية ذات خصائص صينية تناسب العصر الجديد، كمدى اهتمام الرئيس شي ونظرته لكيفية توطيد أواصر التعاون الصيني العربي، والارتقاء بهذا التعاون الى مستويات أعلى وأعمق، بحسب كلمة السيد قاسم طفيلي، رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية، الذي رأى في المؤتمر مناسبة لتعميق الشراكة العربية الصينية، وإقامة مجتمع مصير مشترك صيني –عربي.