الاحدثالملف العربي الصيني

شي والتضامن المستدام مع العرب | بقلم وارف قميحة

تعكس الكلمة التي ألقاها الرئيس الصيني شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني – العربي في بيجينغ، الخميس، رؤية استراتيجية بعيدة المدى لتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية.
تميّزت الكلمة بعمق الرؤية الإنسانية والسياسية، وبتأكيدها على أهمية البناء على الإنجازات السابقة وتطويرها لفتح آفاق جديدة للمستقبل، من أجل تعميق العلاقات الصينية – العربية وبناء مجتمع مستقبلي مشترك يتطلب تضامناً وجهوداً مشتركة لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية المستدامة.
إن إشادة الرئيس شي بالتاريخ المشترك والتعاون الوثيق بين الشعوب تعزّزُ الروابطَ العميقة بين الجانبين، وتؤكد أهمية الحوار والتسامح والتعاون في بناء عالم أكثر سلاماً وعدالة. وتُظهر المبادرات الطموحة التي أعلن عنها، مثل استضافة القمة الصينية – العربية الثانية عام 2026، التزام الصين تعزيز هذه العلاقات إلى مستويات جديدة.
كذلك يعكس تأكيد الرئيس شي على الاحترام المتبادل، والتعاون في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، فهمًا عميقاً للمتطلبات المستقبلية وأهمية التكنولوجيا في التنمية الاقتصادية. هذه الرؤية الطموحة تبشر بمستقبل مشرق للعلاقات الصينية – العربية، يستفيد فيه كلا الجانبين من التعاون المثمر في مجالات متعدّدة.
الكلمة تناولت أيضاً قضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بشكل صريح ومؤثر، حيث شدّد الرئيس شي على تحقيق العدالة والسلام في المنطقة، مؤكّداً دعم الصين الثابت لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذه المواقف تدلّ على التزام الصين العدالة والسلام في المنطقة، وتعزّز الثقة بدورها الداعم لتحقيق السلام والاستقرار.
هذه المبادرات الطموحة تعكس التزام الصين تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول العربية في المجالات المختلفة. ونتطلع إلى رؤية ثمار هذا التعاون المثمر والمستدام في المستقبل القريب.
وتجسّد كلمة شي جينبينغ الرغبة في بناء مستقبل مشترك، يعمّه الازدهار والسلام والاستقرار، وتدعو إلى العمل المشترك لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.
تلك الكلمة الملهمة تختتم بتعبير جميل مستوحى من الثقافة العربية: “الأصدقاء هم شروق الشمس في هذه الحياة”. هذا التعبير الجميل يرمز إلى الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق ومشترك، يعزز الروابط القوية بين الصين والدول العربية. وما يعزز هذا التفاؤل والأمل أكثر هو تأكيد الرئيس شي على تكريس روح الصداقة الصينية – العربية والعمل المشترك نحو مستقبل مزدهر، ممّا يعكس رغبة الصين في تحقيق تضامن حقيقي ومستدام مع الأصدقاء العرب.
نقدّر عالياً رؤية الرئيس الصيني، ونعتبر أن هذه الكلمة الملهمة تعزّز الثقة بالعلاقات الصينية – العربية، وتؤكد التزام الصين العمل على خلق مستقبل مشترك مليء بالأمل والتعاون والتقدم.
شكراً للرئيس شي على كلمته الصادقة والمحفِّزة، ونأمل في أن تترجم إلى خطوات عملية تساهم في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للجميع.

وارف محمود قميحة،رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني

وارف محمود قميحة • خبير ماليّ واقتصاديّ واختصاصيّ دوليّ في مجال الدّبلوماسيّة الإنسانية. • له العديد من المبادرات التي تصبّ في المجالات الإنسانيّة والتواصل بين الشّعوب. • مؤسّس ورئيس "جمعيّة طريق الحوار اللّبنانيّ الصّينيّ" و"معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث" (كونفوشيوس). • عضو المجلس الإستشاريّ في مجلّة "الصين اليوم" في منطقة الشرق الأوسط. • شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات المحلّيّة والعربيّة والدّوليّة. • له أبحاث ودراسات ومقالات في الصّحف والمجلّات والمواقع الإلكترونيّة. • حائز عدّة جوائز وشهادات تقدير، منها "جائزة الكفاءة العلميّة في مجال الدّبلوماسيّة الإنسانيّة" و"قلادة التميّز" في مجال الشّراكة المجتمعيّة ...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى