ما يسمى “فخ الديون الصيني” كذبة اختلقتها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى لإلقاء المسؤولية واللوم على غيرها، وفق ما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين الخميس الماضي.
وقال وانغ ردا على الاتهام الذي وجهه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بيلنكن، للصين، خلال زيارته إلى إفريقيا “اتهامهم ضد الصين واهٍ تماما”.
ولفت إلى أن الدول النامية تقترض بشكل رئيسي من المقرضين التجاريين ومتعددي الأطراف. وأوضحت إحصاءات الديون الدولية للبنك الدولي، أنه بنهاية 2020، شكلت ديون الدائنين التجاريين ومتعددي الأطراف 40 بالمئة و34 بالمئة على التوالي من الدين العام الخارجي لـ82 من الدول ذات الدخل المنخفض والدخل المتوسط الأدنى، مضيفا أن نسبة الدين العام الخارجي المستحقة على هذه الدول من جانب الدائنين الرسميين الثنائيين تبلغ 26 بالمئة، منها أقل من 10 بالمئة للصين.
وتابع وانغ قائلا إنه في السنوات الأخيرة، اقترضت الدول النامية ديونها الجديدة من مقرضين تجاريين غربيين ومؤسسات تعددية غربية، بشكل رئيسي. وأوضحت إحصاءات البنك الدولي أنه بين 2015 و2020، شكلت الديون التجارية والتعددية والثنائية الرسمية 42 بالمئة و35 بالمئة و23 بالمئة على التوالي من 475.2 مليار دولار هي قيمة الديون العامة الخارجية الجديدة للدول ذات الدخل المنخفض والدخل المتوسط الأدنى.
وأكد أن مدفوعات الديون المتوسطة وطويلة الأجل المستحقة على الدول النامية تدفقت بشكل رئيسي إلى المقرضين التجاريين والمؤسسات التعددية في الغرب.
وتابع قائلا إن الاقتراض من المقرضين التجاريين الغربيين أكثر كُلفة بدرجة كبيرة مقارنة بالصين. وإذا ضربنا مثالا بإفريقيا، ذكرت مؤسسة ((عدالة الديون)) البريطانية بناء على بيانات صادرة عن البنك الدولي، أن نسب الفائدة على القروض الرسمية والتجارية الصينية إلى الدول الإفريقية أقل من نسب الفائدة على القروض التجارية التي تقدمها الدول الأخرى (والتي تبلغ 5 بالمئة). كما أنها أقل أيضا بكثير من نسب الفائدة (التي تبلغ من 4 إلى 10 بالمئة) على السندات الحكومية التي مدتها 10 سنوات، بحسب الأرقام الصادرة عن بنك التنمية الإفريقي.
بالإضافة إلى ذلك، تأتي الديون السيادية المقدمة من الصين بنسب فائدة ثابتة، بينما دائما ما يقدم المقرضون التجاريون الغربيون نسب فائدة متقلبة.
وبينما يدخل الدولار الأمريكي دورة ارتفاع أسعار الفائدة، تواجه الدول المدينة ضغطا متزايدا بشأن دفع الديون المستحقة عليها، بحسب وانغ.
وأشار إلى أن المقرضين التجاريين والمؤسسات التعددية في الغرب غير مشاركين في الجهود العالمية التي تستهدف تخفيف الديون وتعليق خدمة الديون.
وتابع وانغ قائلا “عندما تُثار ضجة من سياسيين ووسائل إعلام في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى بشأن ما يسمى ‘فخ الديون الصيني’ على الرغم من هذه الحقائق، يتضح أن هدفهم الحقيقي هو خلق فخ سردي لزرع الفتنة بين الصين والدول النامية الأخرى، وعرقلة التعاون بين الصين وتلك الدول، وإعاقة نمو الدول النامية”.
واستطرد “لكن الدول النامية ومن لديهم نظرة ثاقبة من بقية المجتمع الدولي لن يصدقوا هذه الخدعة”.