ما نفع التجديد لنظام ميت يستقوي من خلال قوانين انتهت مدة صلاحيتها ! بقلم جان زغيب
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
لا يزال السياسيون غير آبهين بحال الشعب وما آلت اليه المآسي على كافة الأصعدة. فالسجادة التي يتشبّث بها السياسيون وهي تنحدر نحو القعر والزوال، تحمل شعبا بكامله لكي يكون مكابح حقيقية لسقوطهم المدوّي.
لا شك أن ثقل الدين العام والخاص يثقل كاهل المسؤولين الذين يعلمون ان ارجاع ما هُدر مستحيل والعودة الى أيام الاستقرار غير وارد. وما يقومون به هو السقوط نحو “الصفر” ، محو الأخطاء والانطلاق من جديد. فكيف بحكومة فشلت عقدا ان تنجح اليوم؟ وكيف لتسوية وقحة ان تعيد ما سببته منذ تشرين 19؟ وما نفع التجديد لنظام ميت يستقوي على التركيبة اللبنانية من خلال قوانين انتهت مدة صلاحيتها مع موت الجنرال ديغول؟
الحل اليوم لن يكون بعصا سحرية خارجية تطيح بالرؤوس بل بهمّة داخلية لشعب وقع في سبات عميق قلّة منه تنتفض، تُضرَب وتُقتل وتطالب بما يحفظ من كرامتها. فالمشهد الواضح حتى اللحظة هو انتخابات نيابية لن تغيّر بشيء إلا بدخول بضعة مستقلين كانوا أصلا في كل تلك الدوائر ولم يستطيعوا القيام بأي من الخطوات التصحيحية بسبب الفشل وعدم تعاون الفئات الاخرى.
ولا بد من التشديد على ان المنطق الحالي يناشد بتشكيل حكومة من متخصصين (مستقلين 100% ) وعلى رأسهم متخصص غير تابع تبدأ الاصلاحات وتمهد لقيام لبنان من جديد. ويلتحق بذلك اعادة تجديد النظام، تحديث القوانين وتحريك القضاء للبت في قضية افلاس دولة لبنان ونهبه طيلة أعوام.
كل تلك الامور تساعد في إحداث تغيير وخرق في العثمانية السياسية وتمهد لتحسين أسس الدولة التي بنيت “عوجة” حيث الفساد ينخر كل مفاصلها.