اجتماع

لاتُقلقني الإساءات إلى الرسول ! بقلم علي الهماشي

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

قد يفهم من كلامي أني لا أكترث للحملة المسيئة والمنظمة ضد الرسول محمد (ص واله) ،بل إني أبغض منظميها ومروجيها والداعمين لها بحجة حرية التعبير !.
فالحرية تتوقف عند حدود الاخرين وعدم الاساءة لهم ،فالحرية لاتعني التجاوز ،والنيل من الاخرين.
وعندما ندخل في حوار وجدال حول الاديان نسمح لانفسنا بعرض عقائدنا مقابل عقائد الاخرين،ونسمح للاخرين بالحديث عن عقائدهم وما يؤمنون{ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }.

ويمكنني القول أن الدين الاسلامي أعطى الانبياء جميعا قدسية وكرامة قد لانجد مثلها عند أتباع الاديان الاخرى، وقد تحدث القران عن الرسل جميعهم بالتبجيل والوقار.، وأن الايمان لابد أن يكون بالرسل كما هو الايمان بالرسول محمد (ص واله). {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }.

ونعود لموضوعنا ونتساءل هل الرسوم الكاريكاتيرية التي ظهرت هي ثقافةالمجتمع الفرنسي ؟
أنا أرى أن الفنون سمة جمالية تبرز حالة الشعوب ، وتعطي إنطباعا عن ثقافة المجتمعات التي تنتشر فيها ،والرسوم الساخرة أو ما يُصطلح عليه بالكاريكاتير هو أحد هذه الفنون التي انتشرت في القرن الماضي كوسيلة للتعبير ، وهي تبرز حالات معينة ينقلها الراسم عبر خطوط يختطها بريشته او بقلمه ،وكان الكاريكتير السياسي هو الاكثر رواجا وطالما استخدمه المعارضون للسلطة في التعبير عن استيائهم أو معارضتهم من الوضع السائد .

والكاريكاتير كغيره من الفنون إما أن يبرز الوجه السلمي للمجتمع ،أو يكون عاكسا لعدوانيته ، والعدوان لا يأتي باللفظ أو الهجوم العسكري وإنما بالنيل من الاخرين دون سبب واضح أو سبب حقيقي .
وكلنا يعلم إن قيم الحرية والاخاء والمساواة هي القيم السائدة وهي الشعارات التي طالما يتغنى بها كل فرنسي ، فما الذي تغير الان!؟.

إن الحرية لاتعني أن يتخلخل السلم الاجتماعي ،وأعتقد أن مثل هذه الحالات آن تم تشجيعها أو ترويجها تُخل بالسلم الاجتماعي إذا ما علمنا أن الدين الاسلامي هو ثاني الاديان في فرنسا، ويمثل نسبة 3-5‎%‎من عدد السكان في هذه الدولة الاوربية .

وعودا على بدء أقول إن هذه الاساءات لاتُقلقني بل تجعلني وغيري أكثر تمسكا بالرسول وديننا الحنيف .
وتجعل من المسلمين أكثر دفاعا عن الدين الاسلامي ،وربما يختلف نوع الدفاع كل حسب فهمه وتفاعله مع الحالة .

كما أني أجد في القران وعدا الهيا لرسوله صلى الله عليه واله وسلم في حياته والى يوم يبعثون حينما خاطبه الوحي كتسلية لما تعرض له على يد المشركين فقال له : {وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين }.
هذا الوعد الالهي لرسوله ،وهو درس لكل المسلمين فلاينبغي أن يدفعنا اي معتوه أو مريض الى أن نسيء لاسلامنا دين التسامح والاخاء ،ويستفيد من ذلك جنود الشيطان الذين يدفعون بهذا وذاك للاساءة الى نبينا ورسالته،من أجل نجاح مخططاتهم ،وخلق روح الكراهية بين الشعوب .

وعلى العقلاء من قادة الاديان أن يدفعوا الى الحوار واللقاء من أجل سيادة السلام والاخاء والتسامح ،عندما يتحد العقلاءفإن المجانين لاتجد لهم متنفسا ،
ولكن إن خف صوتهم فستعلوا الاصوات النشاز،وتختفي القيم الانسانية وتبرز الشهوة والانتقام . وهكذا يجب إحترام عقائد الاخرين ونلتقي عند الكلمة السواء { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى